مؤتمر لتعزيز تدريس اللغة العربية في بريطانيا
شهدت العاصمة البريطانية لندن المؤتمر السنوي الثامن لتعزيز تعليم وتعلم اللغة العربية وثقافتها في المملكة المتحدة في الفترة بين 23 و24 مارس/آذار الجاري والذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع مؤسسة قطر وسلطة لندن الكبرى.
وهدف المؤتمر إلى تعزيز خيار اللغة العربية كلغة أجنبية أساسية في مدارس المملكة المتحدة، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين المدارس والمحترفين في قطاع التعليم لمناقشة سبل تنمية برنامج تعليم اللغة العربية. ويأمل المنظمون أن يسهم المؤتمر في تعزيز الوعي بشأن منافع تعلم اللغة العربية للفرد والمجتمع البريطاني على المستويين الاقتصادي والثقافي على المدى البعيد.
وأضاف أن "من شأن تعميم اللغة العربية في المناهج الدراسية في المملكة المتحدة أن يساعد على جسر هوة الانقسامات وتعزيز التفاهم بين المملكة المتحدة والعالم العربي".
حاجة أساسية
من جهته، يقول مدير المجلس الثقافي البريطاني في البحرين طوني كالدربنك إن "تعليم اللغة العربية بالمدارس حاجة لا بد منها، ومن شأن إتقان الشباب في المملكة المتحدة اللغة العربية أن يعود بمنافع أكبر، كالتفاهم المتبادل بين الجماعات وفرصة إعادة بناء الثقة التي فقدت خلال العقود الماضية نتيجة الظروف السياسية، فيصبح من يتعلم العربية قادرا على تخطي ما تنشره وسائل الإعلام من أفكار نمطية وعلى تطوير وعي شامل وحقيقي عن العالم العربي".
ويكشف تقرير للمجلس الثقافي البريطاني أن 15 جامعة في المملكة المتحدة توفر الدرجة الجامعية في اللغة العربية. ومنذ عام 2013 تم تسجيل أكثر من خمسين مدرسة في المملكة المتحدة ببرنامج جديد يهدف لزيادة عدد معلمي ومتعلمي اللغة العربية من جهة، وتعزيز أفق فهم ثقافة العالم العربي في المملكة المتحدة من جهة أخرى.
ويسعى المجلس البريطاني الثقافي لتعزيز انتشار اللغة العربية في المملكة المتحدة وفقا لما توصلت إليه نتائج دراسة أجراها أخيرا، والتي استندت إلى مجموعة من المؤشرات الاقتصادية والجيوسياسية والثقافية والتعليمية، ومفادها أن اللغة العربية تشكل إحدى أهم اللغات لمستقبل المملكة المتحدة على مدى السنوات العشرين المقبلة.
وأظهرت الدراسة أن اللغة العربية تأتي في المرتبة الثانية بعد الماندرين الصينية من حيث الأهمية لمصالح وعلاقات المملكة المتحدة البعيدة الأجل، كما تشير إلى أن نحو 4% من المدارس الثانوية الحكومية تقوم بتدريس اللغة العربية غالبا كمادة خارج نطاق المناهج الدراسية، وقد تم اعتمادها في 2002 لأول مرة كمادة في منهاج الشهادة الثانوية العامة البريطاني (GCSE)، وفي المستوى المتقدم (A-level).