فيلم بمهرجان "كان" يحكي وحشية حرب سوريا

Blood stains are seen on the ground as men carry a casualty after what activists said was shelling by forces loyal to Syria's President Bashar al-Assad at Aleppo's Tariq al-Bab neighbourhood January 27, 2014. REUTERS/Hosam Katan (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT)
مشاهد القتل والدمار بسوريا أصبحت مادة لفيلم عرض أمس بمهرجان كان (رويترز-أرشيف)

يتحول فجأة الشعر الأبيض الفضي لسوري مسن إلى لون أحمر دام في فيلم "مياه فضية، صورة ذاتية لسوريا" للمخرج السوري المقيم في المنفى أسامة محمد الذي عرض الليلة الماضية في مهرجان كان السينمائي الذي انطلق أول أمس الأربعاء.

وقد يكون الفيلم لرجل هاو وقد يكون التصوير مرتعشاً مجتزئاً ينقصه الرؤية الشاملة، لكن المشاهد يعرف على الفور أن الرجل المسن أصيب بطلق ناري في رأسه ليسقط ضحية جديدة في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي أودت بأرواح أكثر من 150 ألف ضحية.

هذه اللقطة وصور أخرى لا حصر لها من الصراع تشكل نسيج الفيلم الوثائقي لمحمد الذي ترك بلاده في مايو/أيار 2011، وسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس خوفا على سلامته، وتعد مشاهدة الفيلم قاسية على المشاهد بل وحشية. ويقول محمد بصوته في خلفية الفيلم "منذ أن تركت سوريا أصبحت جبانا"، لكن فيلمه هو فيلم وثائقي حي وشجاع يحكي عن حجم الدمار الواقع في سوريا، وعن شعب محاصر وعن قوة أثر التوثيق لما يحدث في البلاد.

"مياه فضية، صورة ذاتية لسوريا" فيلم وثائقي حي وشجاع يحكي عن حجم الدمار الواقع في البلاد، وعن شعب محاصر وعن قوة أثر التوثيق لما يحدث

تملك محمد الشعور بالذنب بعد أن ترك أهله وأقرانه في وقت الشدة حين بدأت الاحتجاجات السلمية تنزلق إلى حرب وتحول محمد إلى هاو لتنزيل اللقطات من موقع يوتيوب ليتابع ولو عن بعد ما يحدث في بلاده ومن كل هذه اللقطات القوية نسج فيلمه.

أهم اللقطات
من أهم اللقطات التي تضمنها الفيلم الوثائقي صور التقطتها فتاة كردية تعيش في مدينة حمص التقى بها محمد من خلال غرف الدردشة على الإنترنت بدأت ويام سيماف تصور ما تراه مع تحول مدينتها أمام عينيها إلى كومة من الحطام.

وتقول سيماف إن "الكاميرا بالنسبة للنظام هي سلاح"، وصورها هي وشهود آخرون يغامرون بحياتهم من أجل توثيق ما يحدث في بلدهم سوريا "هي اتهام صارخ" لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ويوثق الفيلم تدمير حمص ثالث أكبر مدينة سورية التي كانت يوماً مدينة صناعية صاخبة إلى جانب صور القتل وعمليات التعذيب، ويظهر في الفيلم رجل جاث على ركبتيه يتعرض للركل ويجبر على تقبيل ملصق لبشار الأسد، ورجل آخر معصوب العينين مقيد القدمين والذراعين معلق في الهواء وفتى عار مكوم في زاوية زنزانة يركله الجنود ويستخدمون قضيبا للاعتداء عليه جنسياً.

حتى الحيوانات طالتها آثار القسوة والحرمان، فهناك قطط مشوهة فقدت جزءا من وجهها وأخرى بترت أطرافها وهناك حيوانات محترقة، إذ تظهر في الفيلم قطة صغيرة برزت عظامها تموء بصوت خافت لا يلاحظها أحد في حمص المدمرة والمهجورة.

ونال الفيلم فرصة عرضه بشكل خاص في مهرجان كان السينمائي الذي يستمر 12 يوما ويعرض أيضا الى جانبه عدد من الأفلام التي تنقل وقائع الفوضى والوحشية والأحداث الراهنة في عالم القرن الحالي إلى الشاشة الفضية، ومنها فيلم "ميدان" عن الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الأوكرانية كييف.

المصدر : رويترز