تتويج فيلم جزائري بمهرجان سينما المتوسط ببروكسل

صورة من فيلم شلاط تونس : فيلم شلاط تونس الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان سينما حوض المتوسط لعام 2014
صورة من فيلم الوهراني الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان سينما حوض المتوسط لعام 2014 (الجزيرة)

لبيب فهمي-بروكسل

 
أسدل الستار ليلة الجمعة على الدورة الرابعة عشرة لمهرجان سينما حوض المتوسط الذي احتضنته العاصمة البلجيكية بروكسل من 5 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول، وكان الحفل الختامي ذا طابع جزائري حيث عرض حصريا فيلم "بعيدا عن الرجال" حول انطلاق حرب التحرير الجزائرية، كما منحت جائزة المهرجان لسنة 2014  للفيلم الجزائري "الوهراني" الذي يعد ملحمة تاريخية حول الجزائر المستقلة أخرجه لياس سالم.
 
وبشأن ذلك الاختيار قالت رئيسة لجنة التحكيم الممثلة آن كوسنس إن مخرج فيلم "الوهراني" وجد بطريقة إبداعية الشجاعة لإثارة مسألة خيانة المثل الثورية. ويرصد الفيلم تاريخ استقلال الجزائر من خلال صديقين هما جعفر، بطل الاستقلال، وحميد، رجل طموح في الجزائر الجديدة ويحتل مناصب مهمة ومسؤول عن ضمان الحياة المهنية لصديقه جعفر. وقد خمدت نشوة تلك الصداقة في فترة قصيرة وسوف يتغلب الغدر على صداقتهما.

وتمكن لياس سالم، مخرج الفيلم والممثل فيه، من إقناع لجنة التحكيم بمنحه الجائزة الكبرى للمهرجان لهذه السنة، وهي عبارة عن مبلغ عشرة آلاف دولار لدعم توزيع الفيلم إضافة إلى خدمات الترجمة.

ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلمين هذا العام، الفيلم التركي "تعال إلى صوتي" لحسين كاراباي، وهو فيلم أخرج على شكل قصة خرافية تتناول القضية الكردية من خلال ملحمة أبطالها  جدة وحفيدتها. وكذلك فيلم "شلاط تونس" للمخرجة  كوثر بن هنية، الذي يستعمل الفكاهة للحديث عن المجتمع التونسي وملف المرأة الذي يبدو أنه تحول إلى قضية سياسية.

حضور تونسي
وقالت رئيس لجنة التحكيم للجزيرة نت إن الفيلم يستخدم الإخراج بذكاء لفضح واقع هو في كثير من الأحيان مرعب مع التذكير بأن تكون امرأة اليوم معركة في كل يوم.

وبالإضافة إلى هذه الجوائز الرسمية منحت جائزة الجمهور لفيلم "وداعا كارمن" للمغربي محمد أمين بن عمراوي، الذي يكشف عن الواقع في منطقة الريف (شمال المغرب) في أعوام السبعينيات من القرن الماضي وعن العلاقة بين المغاربة والإسبان.

‪‬ صورة من فيلم شلاط تونس الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان(الجزيرة)
‪‬ صورة من فيلم شلاط تونس الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان(الجزيرة)

ومن الأفلام التي أثارت الكثير من الاهتمام، الفيلم الذي يحكي قصة الثورة السورية، "العودة إلى حمص" الذي كان، وفق شهادة من حضروا العرض، فرصة للتذكير بأن الوضع في سوريا ما زال على حاله وأن الضحية هو المواطن السوري.

وكانت هذه الدورة مناسبة أيضا للاحتفال بذكرى إطلاق هذا المهرجان الفريد من نوعه في بروكسل الذي أنشئ في العام 1989.

وعبرت المتحدثة باسم المهرجان أوريلي لوسو في حديث للجزيرة نت عن انبهارها بعدد الجمهور الذي توافد على العروض السينمائية هذه السنة حيث سجل المهرجان معدل إشغال لأكثر من 70٪ في الأماكن المتاحة.

من جهتها تقول، أليس بيترود، من منظمي المهرجان، للجزيرة نت، "النجاح المتزايد للمهرجان لدى الجمهور دليل على الاهتمام المتزايد بسينما البحر الأبيض المتوسط التي لا تعرض بشكل كاف على شاشاتنا. إنها سينما غنية وتظهر واقع العالم بحساسية وعاطفية وبالفكاهة أحيانا"، مؤكدة أن المهم هو إظهار تنوع وثراء السينما وأن هذا هو الغرض من هذا المهرجان.

المصدر : الجزيرة