تنظيم مزاد للوحات فنانين عالميين في الدوحة
محمد ازوين-الدوحة
وشهد المزاد منافسة قوية من الشركات والأفراد للفوز بأكبر قدر ممكن من هذه التحف الفنية التي تجاوز سعر بعضها المليون دولار، وهو ما أبهر الجمهور الكبير الذي حضر تنظيم المزاد.
وشكلت اللوحات الفنية العربية المعروضة أكثر من نصف اللوحات المباعة نظرا لتنظيم المزاد في عاصمة عربية أتاحت المجال لفنانين عرب بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي، بعد أن عجزوا سابقا عن المشاركة في مزادات أقيمت في دول أخرى.
وأكدت المديرة المختصة بالأعمال الفنية العالمية المعاصرة في الدار لينا لازار بعد اختتام المزاد، أن المبلغ الذي حصدته اللوحات المعروضة اليوم فاق كل التوقعات، حيث بلغ ثمانية ملايين دولار في أقل من ساعة.
وقالت لازار في تصريح للجزيرة نت إن سوذبيز وجدت في الدوحة مكانا ملائما لتنظيم هذا المزاد الفني لما تتمتع به دولة قطر من سمعة دولية جعلت من عاصمتها وجهة لعقد المؤتمرات الدولية وتنظيم الأنشطة الثقافية.
حضور عربي
من جهته، أعرب الفنان والدكتور محمد أبو النجا عن إعجابه بهذا المزاد الفني الذي أتاح المجال أمام الفن العربي ليأخذ مكانه في المنافسة العالمية لأول مرة، مؤكدا أن الفن العربي استطاع أن ينافس بجدارة رغم غياب الدعم المقدم لأصحابه.
وقال أبو النجا للجزيرة نت إن وزارات الثقافة في الدول العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتقديم الدعم للفن العربي الهادف حتى يستطيع الفنانون العرب إيصال رسالة أمتهم عن طريق الفن التشكيلي الذي يعتبر أقصر طريقة في عالم اليوم لإيصال الرسائل السياسية والثقافية والإنسانية، مضيفا أنه تجول في المعرض وأدهشه تنوع اللوحات العربية وقدرة أصحابها على التعبير عن واقع الأمة.
واستطاع الفنان العراقي محمود عبيدي أن يبهر زوار المعرض من مختلف الجنسيات بلوحته التي تعبر عن قيام الصحفي العراقي منتظر الزيدي برمي الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن بحذائه، لافتا إلى مأساة الشعب العراقي التي تسبب فيها بوش الابن بعد اتخاذه قرارا بغزوه واحتلاله.
دعم الفنانين
بدوره، أكد الفنان القطري يوسف أحمد أن الفن العربي نافس اليوم في المزاد بقوة، حيث شكلت لوحات العرب المباعة نسبة لا تقل عن 60% من مجموع اللوحات المعروضة، مشيرا إلى أنه شارك بلوحة فنية تم بيعها بـ16 ألف دولار.
وطالب أحمد في تصريح للجزيرة نت الجهات الرسمية في الدول العربية بدعم فنانينها التشكيليين، معربا عن أمله في أن يعطي تنظيم هذا النوع من الأنشطة الثقافية في قطر دفعة قوية للفن العربي نظرا لاهتمام الجهات الرسمية القطرية بالثقافة عموما والفن خصوصا.
وأشار إلى أن التشكيليين العرب دخلوا ضمن خارطة الفن العالمي بجهودهم الذاتية وإبداعهم وحسهم المرهف، قائلا إن الفنان يمكنه خلق بدايات فنه، لكنه يحتاج إلى تطوير مهاراته ليبدع في المجال الذي اختاره كهواية، ولن يستطيع أي فنان الوصول إلى قمة النجومية ما لم يجد دعما ماديا وإعلاميا لأن الفن ابن المادة.
ولدى تعليقه على فارق السعر بين لوحات الفنانين العرب ولوحات الفنانين الأجانب، أجاب يوسف أحمد بأن هذا يعطي لكلامه السابق المصداقية، لأن الفنان العربي لا يمكنه أن ينافس فنانا عالمي تقف وراءه مؤسسات مالية وإعلامية ضخمة تضع على عاتقها توفير ما يحتاجه من دعم مادي وإعلامي، لأنهم يعتبرون نجاحه نجاحا لدولته وأمته، و"هذه الرؤية هي التي ما زالت غائبة في وطننا العربي للأسف".