جائزة سيف غباش بانيبال للترجمة لبريطاني وأميركي
الصراعات وخفايا الحياة
وجاء في قرار لجنة التحكيم أن "عزازيل" كتاب فاتن عمد فيه الكاتب ومن بعده المترجم، ومرارا، إلى استحضار زمان ومكان أناس، أعيد إحياؤهم على صفحات الرواية، رغم المسافة التي تفصلنا عنهم. بين التسامح والتحريم، تسود صراعات –لا تزال قائمة إلى يومنا هذا– تتجسد باستمرار في أحداث الرواية.
وقد امتازت ترجمة جوناثان رايت بالرهافة والإتقان في اختيار المفردات في حرفية تلتقط حساسية النص الأصلي. كما أن للكتاب قوة كبيرة تكمن في الغرابة التي يتضمنها، غرابة تتمخض عن الحالة الذهنية للراوي الذي يصارع مسا شيطانيا وقلقا روحيا في وقت واحد.
فبأسلوب نثري حيوي ومثير، يأخذنا المؤلف لننغمس معه في مجسّم مصر القرن الخامس، المشرّعة من كل جهة. يضع زيدان بين أيدينا حكاية تعمل وتتطور على أكثر من مستوى: تاريخيا، لاهوتيا وروحيا، كما تبرز كاعتراف متوتر وأخاذ. الكتاب إنجاز أدبي راقٍ. إنها حكاية مشغولة بإتقان وجمال. غنية بوصفها لطبيعة الأرض السورية القاحلة في ذلك الوقت، وتسربها إلى فترة مبكرة من التاريخ، "عزازيل" اليوم وبترجمة لامعة، حكاية يسهل دخولها.
وتنجح رواية وجدي الأهدل "بلاد بلا سماء" في معالجة قضايا الظلم والقمع الجنسي دون أن تفرط بتوتر السرد. لجوؤها إلى وجهات نظر متفاوتة يمنحنا إدراكا عميقا للمجتمع، مذكرا إيانا بأنه ما من حادثة أو مكان يشتمل على حقيقة أو هدف وجودي مطلق، وجدي الأهدل حكواتي أصيل وموهوب.
أما رواية "بلاد بلا سماء" فهي – كما جاء في تقرير المحكمين- تبحّر رائع في خفايا الحياة في اليمن، ضمن حبكة مشوقة تجعل القارئ منساقا صفحة تلو أخرى، إلى نهاية العمل. وبلغة نثرية شفافة وغير مكثفة، وبنية سردية متينة، يلون الكاتب رسما محكما حول مسائل الارتباك الجنسي، الإحباط والعار. كما تنجح الترجمة في إنجاز نسخة إنجليزية ممتعة للرواية، محافظة في الوقت نفسه على روح النص الأصلي.
جائزة سنوية
وتمنح جائزة سيف غباش بانيبال السنوية -البالغة قيمتها ثلاثة آلاف جنيه إسترليني- للمترجم الذي يقوم بترجمة عمل أدبي عربي إبداعي كامل إلى اللغة الإنجليزية يتمتع بأهمية أدبية.
ويقوم عمر سيف غباش برعاية الجائزة ودعمها إحياء لذكرى والده الراحل سيف غباش من خلال إطلاق اسمه على الجائزة، وقد كان الراحل من الشخصيات الدبلوماسية والفكرية الهامة بالإمارات ومن عشاق الأدب العربي والآداب الأخرى.
يُذكر أن جوناثان رايت مترجم إنجليزي درس العربية والتركية والتاريخ الإسلامي بجامعة أوكسفورد. عمل صحفيا بوكالة رويتر عشرين عاما في عُمان وتونس ومصر ولبنان، وترجم العديد من الروايات منها "تاكسي" لخالد خميس، "يوم الدين" لرشا الأمير، "مجنون ساحة الحرية" لحسن بلاسم، "حيت لا تسقط الأمطار" لأمجد ناصر، وغيرها.
أما هتشينز فهو أستاذ بجامعة نورث كارولينا. ترجم العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى الإنجليزية منها " ثلاثية" نجيث محفوظ، و"بصرياثا" لمحمد حضير، و"آخر الملائكة" لفاضل العزاوي، و"بيت الباشا" لحسن نصر، و"الديزل" لثاني السويدي، و"صائد اليرقات" لأمير تاح السر، وثلاث روايات لإبراهيم الكوني.