تكريم أفضل الإصدارات الأدبية بسلطنة عمان

من فعاليات تكريم الاعمال الادبية الفائزة لعام 2012 بسلطنة عمان.jpg
undefined

طارق أشقر-مسقط
 
كرّمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالعاصمة العمانية مسقط الفائزين في مسابقة الجمعية لأفضل إصدار لعام 2012 والتي شملت مجالات الشعر والرواية والقصة، في حين تم حجب جوائز الكتابة للمسرح والفكر الديني والفكر السياسي لعدم وجود متقدمين بأعمالهم في هذه المجالات.
 
وفاز بجائزة أفضل إصدار شعري عماني ديوان "بيتٌ فوق سقف العالم" للشاعر أحمد الهاشمي، ونالت المجموعة القصصية "لا أمان في الماء" للقاص حمود الشكيلي جائزة أفضل إصدار قصصي، وذهبت جائزة أفضل إصدار روائي مناصفة بين رواية "الوافد" لأحمد بن محمد الرحبي ورواية "سفينة نوح" للكاتب سلطان العزري.
 
ووصف تقرير لجنة تحكيم الشعر ديوان "بيت فوق سقف العالم" لأحمد الهاشمي، وهو من أبرز شعراء قصيدة النثر بعمان، بأنه "الأفضل لعام 2012 لعدة اعتبارات فنية وموضوعية أبرزها التحام عناوين النصوص مع المتن، في وقت يشكّل العنوان مدخلا واسعا للنص".
 
‪من حضور حفل تكريم الأعمال الأدبية الفائزة بسلطنة عمان‬ (الجزيرة)
‪من حضور حفل تكريم الأعمال الأدبية الفائزة بسلطنة عمان‬ (الجزيرة)

أساليب سردية

ووصفت اللجنة عنوان المجموعة بأنه يعطي دلالات عدة بين ما هو مباشر وما هو مباغت، وأن الكاتب استخدم تقنية كتابة النص الشعري الحديث والمغاير المتخفف من الرتابة والتكلف اللفظي بتمكن ومهارة.
 
وفيما يتعلق بالرواية، وصفت لجنة تحكيم القصة والرواية الروايتين الفائزتين بالمناصفة بأنهما تستحقان الجائزة لملامستهما جوانب مهمة وقريبة من المجتمع العماني رغم اختلافهما الواضح في الأساليب السردية.
 
وأشار تقرير اللجنة إلى أن رواية "الوافد" لأحمد محمد الرحبي "نجحت فنيا في تكثيف حكاية رجل اغترب لسنوات خارج بلده وعاد ليعايش بعض الأحداث التي كشفت له خبايا المكان وعبث الزمان بالأنفس، وأن بناء الرواية الفني متماسك ويحافظ على عنصر التشويق واللغة السهلة الممتنعة".

كما وصف رواية "سفينة نوح" لسلطان العزري بأنها "سعت جاهدة لكي تقول الكثير بأسلوب توثيقي وصفي عن محنة البلد، وهي تواجه إعصار جونو، حيث بدا صوت السارد الوحيد واضحا طوال الرواية وهو يحكي تجربته المرة بنظرة نقدية ساخرة، معتمدا في ذلك على الذاكرة والصحف المحلية".

وفي تصريح للجزيرة نت اعتبر الروائي سلطان العزري تكريم الجمعية له بمثابة دافع للمزيد من العطاء والبحث والكتابة والاهتمام بالشأن الثقافي العماني، كما اعتبر الشاعر هلال العامري أن الفعالية تعد وازعا ومشجعا للكتّاب والشباب في إبداعهم الأدبي ودافعا لظهور وانتشار الأدب العماني خارج الحدود.

‪سليمان المعمري: عدم مشاركة الكتابات الفكرية والسياسية مرده أن المرحلة الحالية بعمان هي مرحلة تشكل الوعي‬ (الجزيرة)
‪سليمان المعمري: عدم مشاركة الكتابات الفكرية والسياسية مرده أن المرحلة الحالية بعمان هي مرحلة تشكل الوعي‬ (الجزيرة)

وعي جديد
وفي سؤال للجزيرة نت عن أسباب عدم مشاركة الكتابات المسرحية والسياسية والدينية في المسابقة، أوضح يحيى بن سلام المنذري نائب رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أن الإصدارات المسرحية في عمان قليلة، حيث الاهتمام بكتابة القصة والرواية يفوق الاهتمام بالكتابة للمسرح.

ووصف المنذري مجال الكتابة في الفكر الديني والسياسي بأنه يحتاج لباحثين ومتخصصين في هذا المجال، متوقعا وجود عدد من الأعمال لم يبادر أصحابها لنشرها حتى الآن، وعبر عن أمله في مشاركة عدد من الكتابات في هذا المجال مستقبلا.

وفي السياق ذاته يرى الإعلامي القاص سليمان المعمري أن عدم مشاركة الكتابات الفكرية والسياسية مرجعه هو أن المرحلة الحالية تعتبر مرحلة تشكّل للوعي السياسي في عمان، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن أحداث 2011 الاحتجاجية مرت عليها فترة قصيرة من الزمن وتحتاج قراءتها بعمق لشيء من الوقت فإن هناك بعض الكتابات وثقت لتلك الفترة بينها كتاب "الربيع العماني". وشارك في هذا الكتاب أكثر من 22 باحثا بشهاداتهم ورؤاهم السياسية والاقتصادية.

كما أن رواية "خطاب بين عذابات القبر" للكاتب محمد الفزاري، ورواية "الذي لا يحب جمال عبد الناصر" للإعلامي سليمان المعمري نفسه كتابات صدرت من وحي تلك الأحداث، إلا أنها صدرت في عام 2013 ولم تشارك في هذه المسابقة.

أما المجال المسرحي فيرى المعمري أن هناك أزمة في الكتابة المسرحية لعدم وجود حركة مسرحية فاعلة بعمان سببها -وفق رؤيته- عدم الاهتمام بالمسرح والصراعات التي شهدتها الجمعية العمانية للمسرح حتى تم حلها مؤخرا ولعدم وجود متخصصين في هذا المجال.

المصدر : الجزيرة