بوب مارلي.. أيقونة الشباب السنغالي

موسيغي الريغي تنسي الشباب قسوة الظروف الإجتماعية الصعبة
undefined

سيدي ولد عبد المالك-دكار

يحظى المغني الجامايكي الراحل بوب مارلي بإعجاب يصل حد التقليد من قبل شرائح واسعة من الشباب السنغالي. وتتعدى مظاهر الإعجاب به موسيقى "الريغي" التي يعتبر أحد أهم مؤسسيها، إلى التشبه بالرجل في الملبس والمظهر العام.

ويُخيل إلى المعجبين ببوب مارلي من الشباب السنغالي أنهم يعيشون عصر الرجل، رغم أنهم لم يعاصروا زمانه، وذلك بحرصهم على ارتداء قمصان تحمل صوره ووضع ضفائر شعر شبيهة بالضفائر التي اشتهر بها مارلي.

‪تي وي يرى في الريغي مدرسة موسيقية تحمل هوم المظلومين‬ (الجزيرة)
‪تي وي يرى في الريغي مدرسة موسيقية تحمل هوم المظلومين‬ (الجزيرة)

الموسيقى والاستبداد
ويُرجع تي وي العضو في مبادرة تأسست العام الماضي لإحياء الذكرى السنوية لوفاة مارلي تعلق بعض الشباب السنغالي بهذا الفنان، إلى ولعهم بموسيقى "الريغي" التي "تحمل هموم المظلومين والمضطهدين"، مشيرا إلى أن مارلي "أسس مدرسة تجمع بين الموسيقى ورفض الاستبداد والتمييز والعنصرية".

ويضيف "الإرث الموسيقي الذي تركه مارلي كان له دور كبير في بناء وعي قومي لدى شرائح واسعة من الشباب الأفريقي"، معتبرا أن موسيقى "الريغي" موسيقى "عذبة تقوم على رسالة نبيلة ترفض التمييز وتطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية وتُمجد الثقافة الأفريقية وتعتز بها".

ويُفسر لامين جاو وهو شاب متأثر ببوب مارلي سر إعجاب بعض الشباب السنغالي بهذا الفنان الجاميكي قائلا إن ذلك "يعود لمزاوجة الموسيقى التي ابتكرها مارلي بين معالجة الهموم الاجتماعية والسياسية للناس، والإيقاع الموسيقي الجذاب".

ويُلفت إلى أن حركة الريغي التي يُعتبر بوب مارلي "أحد أبرز رموزها الفنية والروحية أصبحت تشكل معتقدا إضافيا لدى بعض الشباب المحرومين، حيث تنسيهم قسوة ظروف البطالة والفقر والحرمان، باستلهام طقوس الريغي التي تدعو إلى التقشف والسلمية في مواجهة الظلم".

دور سياسي
كما يُشير جاو إلى أن الفنانين والشباب السنغاليين المولعين بموسيقى الريغي "ساهموا السنة الماضية بجهود كبيرة في التعبئة والتوعية والفعاليات السياسية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عبد الله واد، وذلك من خلال حركة يانمار الشبابية المحسوبة على هذا التيار".

ويري أن بعض فناني هذه الموسيقى على المستوى الإقليمي "كانت لهم بصمات واضحة في ترسيخ التجربة الديمقراطية بالمنطقة، وذلك بأدائهم الموسيقي الذي يمتدح احترام إرادة الشعوب وينادي بالخلاص من الاستبداد ومن الهيمنة الاستعمارية ببلدان غرب أفريقيا".

يذكر أن بوب مارلي توفي عام 1981 عن عمر يناهز 36 عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وصنفته جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية على قائمة الفنانين الأكثر تأثيرًا في النصف الثاني من القرن العشرين.

وحصل مارلي بعد وفاته على عدد كبير من الجوائز منها جائزة "جرامي" الموسيقية التي منحت له عام 2001 عن إنتاجه الموسيقي مدى الحياة، وفى نفس العام تم نقش اسمه في ممر مشاهير هوليوود بمدينة لوس أنجلوس الأميركية. وتعبر أغنية "On Love " التي يدعو فيها إلى السلام من أشهر أغانيه، وقد حققت نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم.

المصدر : الجزيرة