"حرية الإبداع" بمعرض تشكيلي ضخم بالقاهرة

إحدى قاعات العرض والجمهور يتابع اللوحات والأعمال الفنية
undefined

بدر محمد بدر-القاهرة
 
في عرض بانورامي جميل تقدم أجيال مختلفة من الفنانين المصريين بالمعرض السنوي العام للفنون التشكيلية بالقاهرة أعمالا فنية تحمل رؤى جديدة وغير تقليدية، وتناقش فكرة المزج بين الأصالة
والمعاصرة وبين التراث والحداثة، كما شهدت تنوعا كبيرا وإجادة في توظيف الخامات والمواد المستعملة.
 
ويشارك في الدورة الـ34 من المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة شاكر عبد الحميد الأحد تحت عنوان "حرية الإبداع" ويستمر حتى نهاية مايو/ أيار بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية أكثر من سبعمائة فنان وفنانة، يقدمون أكثر من ألف عمل فني في مختلف المجالات. ووصف المعرض بأنه الأضخم والأهم في مجال الفنون التشكيلية المصرية.
 
في قاعات العرض الكثيرة يمكن للزائر أن يطلع على تعبيرات وإبداعات تشكيلية متنوعة من الرسم إلى النحت والتصوير والتجهيز والخط العربي، واختلفت الاهتمامات والمواضيع المطروقة في الأعمال الفنية، لكن الثورة المصرية وتداعيتها كانت الحاضر الأبرز في مخيلة الفنانين المشاركين وإبداعاتهم.
 
عمل فني من إنجاز الفنان محمود منسي
عمل فني من إنجاز الفنان محمود منسي

رؤى مختلفة

ويقدم الفنان فارس أحمد عملا نحتيا عبارة عن مجسم ملون من خامة الصاج عن ثورة 25 يناير، وفيه يحمل الناس نعوش الشهداء، ويهتفون من خلفهم "الله أكبر"، وتظلهم الحمائم كرمز لأرواحهم الباقية في العقول والقلوب.

أما الفنان يسري المملوك فيشارك بلوحة مساحتها 150 في 120 سم تتناول أبياتا من شعر حافظ إبراهيم منها "أنا إن قدر الإله مماتي.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي"، محفورة على أحجار ملونة باللون الذهبي الغني والأصيل، بخطوط كلاسيكية هي خط الثلث والخط الديواني بمعالجة معاصرة، ويؤكد العمل في مجمله تفرد مصر التاريخي والحضاري.

وفي أروقة المعرض أيضا يقدم الفنان محمود منسي عملا فنيا عبارة عن تمثال طوله متران، لإنسان جسمه من الداخل يشبه جهاز الحاسب الآلي بمواده الإلكترونية الحقيقية، معبرا عن فكرة الإنسان المطحون مثل الآلة يتلقى الأوامر بدون وعي أو إرادة منه، مما يعكس معاناة الإنسان المصري في ظل النظم المستبدة والفكر المتسلط.

ويشارك الأستاذ بكلية التربية الفنية والفنان أسعد سعيد بعمل من فن النحت في الفراغ، عبارة عن شريحة مجسمة طولها متران، يظهر تجسيمها بالثنايا والتقوسات بمادة "الإستانلس"، وهي مرآة تعطي إيهاما بالأبعاد الخفية والعمق، ويمكن رؤيتها من بعيد كسنبلة شفافة طائرة، يرى المتلقي فيها نفسه ويصبح جزءا من تشكيلها.

أما الأستاذة بكلية الفنون التطبيقية سهير عثمان فقدمت عملا من النسيج نصف اليدوي، مساحته 300 في 180 سم، يدور حول الأصالة والمعاصرة وتمتزج فيه الرموز والموتيفات التراثية بالحديثة، وتبرز فيها الهندسيات الإسلامية بالأبيض والأسود، وبدوائر توحي بالحركة والدوران.

‪من أعمال النحت المشاركة بالمعرض‬ من أعمال النحت المشاركة بالمعرض
‪من أعمال النحت المشاركة بالمعرض‬ من أعمال النحت المشاركة بالمعرض

أعمال راقية
ويؤكد منسق عام الدورة الفنان طارق الكومي أن إدارة المعرض بذلت جهدا كبيرا من أجل الوصول بهذه بالتظاهرة إلى المستوى الذي يأمله الفنانون والمعنيون بالحركة التشكيلية المصرية.

وقال الكومي للجزيرة نت إن المعروضات بلغت أكثر من ألف عمل فني في مختلف المجالات من تصوير ونحت وغرافيك وتصوير ضوئي ورسم وخزف وفنون الميديا والتجهيز في الفراغ والخط العربي، وغيرها.

من جانبه أشار الفنان التشكيلي المقيم بباريس علي عبد الباقي إلى أن هذا المعرض السنوي العام هو الأول بعد الثورة المصرية، وفيه الكثير من الأعمال التي تعبر عنها، ولكنها لا تقدم صورا شاملة عما نعيشه.

وأكد للجزيرة نت أن الأعمال المشاركة راقية جدا، خاصة الأعمال الخزفية والنحتية، وكذلك التصوير الفوتوغرافي، كما أن الأعمال المعروضة تجمع كل أطياف الحركة التشكيلية المصرية، وتنقل واقع المجتمع المصري.

لكن عبد الباقي يرى أن هذا النط من الفنون مازال بعيدا عن اهتمامات عامة الناس، وطالب بمزيد من التواصل مع المتلقين من مختلف الشرائح  وخاصة الأطفال والشباب للخروج من نخبوية المعارض والفن التشكيلي.

المصدر : الجزيرة