"القايدة حليمة"رؤية للربيع العربي

مشهد القايدة حليمة تحسم الخطبة باستعلاء على والدي العروس في مسرحية القايدة حليمة
undefined

أميمة أحمد-الجزائر
 
في عرض استغرق نحو ساعتين وأمام جمهور غصت به قاعة الهقار بالعاصمة الجزائرية، قدم المخرج جمال قرمي مسرحيته الجديدة "القايدة حليمة" التي تناولت ظواهر من المجتمع، لكنها تضمنت أيضا إسقاطات واضحة على الربيع العربي وإرهاصاته.
 
تدور الأحداث حول عائلة غنية تخطب لابنها بنتا اشتهرت بجمالها، وطمعا بالمال وضعها أبوها في صندوق كبير ليزيد وزنها، وكان الخاطبون واثقين من قبول عرضهم، لذا أحضروا معهم فرقة "الزرنة" لزفة العرس، وهي فرقة شعبية للأعراس الجزائرية تتكون من قارع طبل وعازف مزمار.
 
‪المخرج جمال قرمي: المسرحية جسدت حلما لشباب العرب بالحرية والكرامة‬ (الجزيرة نت)
‪المخرج جمال قرمي: المسرحية جسدت حلما لشباب العرب بالحرية والكرامة‬ (الجزيرة نت)

حلم الحرية
المخرج أسقط الخطبة بين عائلتين على الربيع العربي مستخدما الرمزية في حركة الممثلين ولباسهم والديكور والألوان، ويؤكد للجزيرة نت أن "العائلة الغنية للقايدة حليمة تمثل الدول القوية، التي تريد السيطرة على الدول الضعيفة (العائلة الفقيرة) وفرقة "الزرنة" هي الإعلام المرافق الذي يزين هذه السيطرة بقيم تتوق لها المجتمعات العربية، وهي "الحرية والعدالة".

وردا على سؤال أن العروس لم تظهر بالعرض، قال قرمي "إنها حلم الشباب العربي بالحرية والكرامة، وهي في صندوق نسي والد البنت شيفرة القفل فبقيت محبوسة بالصندوق، فاستعان بخبراء أجانب لفك الشيفرة، أي أن البلاد مكبلة باليد الخارجية ويجب التحرر منها".

ويعتبر قرمي أن الانتفاضات العربية ضد الظلم هي "مؤامرة خارجية حاكها اللوبي الصهيوني للسيطرة على النفط والثروات العربية..لذا ظهرت بديكور المسرحية أنابيب النفط، والإنترنت وفيسبوك، وستارة زرقاء داكنة رمزا للوبي الصهيوني كانت خلفية معظم مشاهد المسرحية".

 وأوضح أن "القايدة حليمة جاءت مع جماعتها لتخطب لابنها، وهي تمثل حلفا معينا، يريد اختيار عريس لتلك البنت (البلد) وقالت لأهل البنت (أنا أسميت البنت باسم العريس منذ صغره) يعني أن كل رئيس دولة يتم تحضيره منذ صغره".

‪الناقد إبراهيم رزوق: ما أنجزه المخرج قرمي نوع جديد من المسرح الجزائري‬ (الجزيرة نت)
‪الناقد إبراهيم رزوق: ما أنجزه المخرج قرمي نوع جديد من المسرح الجزائري‬ (الجزيرة نت)

مسرح جديد
وتباينت آراء النقاد حول المسرحية، ويرى الناقد إبراهيم رزوق أن "العرض الأول له وعليه، وبعد عرضه عدة مرات ننقده فنيا، أما ما شاهدناه فهو نوع جديد من المسرح الجزائري من حيث مدة المسرحية نحو ساعتين، وفكرتها التي تُصنف من المسرح الساخر".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "المسرحية إسقاط على الربيع العربي، حيث كل ما يحدث في الوطن العربي بفعل يد  خارجية وبتنفيذ عربي سواء كان العربي إسلاميا أو ليبراليا أو اشتراكيا وغيره".

من جهته اعتبر الناقد رابيا عبد الحميد المسرحية ذات بعد اجتماعي، وقال للجزيرة نت "إن هذا العمل المبدع جذب جمهورا كبيرا خلاف المألوف بالمسرح، لأن المسرحية اجتماعية لامست المشاكل الجزائرية".

ويقول الممثل سليماني عبد القادر (21 سنة ) الذي لعب دور العريس حميميد للجزيرة نت "أحببت الدور لأنه حلم الشباب العربي بالحرية والكرامة والسعادة" وهي أمور يراها المخرج قرمي تحديا اجتماعيا وأخلاقيا في المجتمعات والدول، ما إذا كان الحلم يتحقق بالمال والسيطرة أم بحب الغير واحترام كرامته؟

 ويضيف الممثل الشاب "هذا الطمع سواء كان في المجتمع أو بين الدول أفقد عطيته جانب السخرية أو الكوميديا السوداء، كي أبين مفهوم السعادة، هل تأتي عبر المال أو من خلال حب الآخر؟ وهو الهدف الرئيس للمسرحية".

المصدر : الجزيرة