الجائزة العالمية للرواية العربية في عامها السابع
جوائز وترجمات
شهدت الدورات الماضية للجائزة بعض الاستقالات التي غذت الانتقادات الموجهة للبوكر العربية حيث استقال الناشر رياض الريس من مجلس أمناء الجائزة سنة 2009 |
انتقادات متواصلة
ورغم نجاح الجائزة في استقطاب عدد كبير من الأدباء العرب ونشرها العديد من الروايات لأدباء شبان وترجمتها عالميا، لم يحل ذلك دون انتقادات عديدة وجهت لها. وتتهم الجائزة -خاصة على مستوى القائمة القصيرة- بأنها توزع وفقا للاستحقاق المناطقي لا الأدبي، في محاولة لإيجاد توازن بين أقطار الوطن العربي وكذلك خضوعها لاعتبارات سياسية.
وفي حين يعد مبدأ سرية لجنة الجائزة إيجابيا ومطلوبا للعديد من الأدباء والنقاد، كي لا تحصل أي ضغوط على أعضائها من الناشرين أو الأدباء المرشحين، يرى البعض جانبا سلبيا لهذا الأمر، ويطالب نقاد بالكشف عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم مسبقا ونشر التقارير الصادرة من المحكمين بشأن كل رواية.
وفي السنوات الأخيرة تتالت الدعوات بمقاطعة الجائزة، كما فعل الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد والروائية رضوى عاشور، ورفض عدد من الأدباء ترشيح دور النشر لرواياتهم، ووجه الأديب جمال الغيطاني نقدا لاذعا للجائزة لطريقة تحكيمها.
كما شهدت الدورات الماضية للجائزة بعض الاستقالات التي غذت الانتقادات الموجهة للبوكر العربية، إذ استقال الناشر رياض الريس من مجلس أمناء الجائزة سنة 2009 اعتراضا على الكيفية التي تدار بها الجائزة، حسب قوله، كما قدمت أستاذة الأدب الإنجليزي شيرين أبو النجا استقالتها من لجنة تحكيم الجائزة اعتراضا على نظام التحكيم.
وفي الدورة الحالية ورغم ترشيح اسمين من الروائيين الجزائريين، هما واسيني الأعرج عن روايته "أصابع لوليتا" وأمين الزاوي عن روايته "حادي التيوس"، أبدت بعض الأوساط الأدبية الجزائرية استغرابها من استبعاد رواية "الحالم" لسمير قسيمي من الجائزة، ورأت في ذلك ظلما من لجنة الجائزة.
جائزة حية
وبخلاف الآراء المنتقدة للجائزة يرى عدد من النقاد والأدباء أن الجائزة شكلت فعليا إضافة للساحة الأدبية العربية وأن ما يثار حولها من جدل دليل على أن الجائزة "حية" وتلقى اهتماما كبيرا من الروائيين والنقاد.
ويرى الروائي المصري يوسف زيدان صاحب رواية "عزازيل" الفائزة بدورة سنة 2009 أن "جائزة البوكر العربية تعد أهم جائزة أدبية عربية بإجماع النقاد والقراء"، معتبرا أن هذا الإجماع قد يخرج عنه بعض الأشخاص لأسباب غير موضوعية.
من جانبها تقول منسقة "البوكر العربية" فلور مونتانارو إن "ما حققته البوكر العربية من إشعاع للرواية العربية يغفر لها إخفاقاتها القليلة". مشيرة إلى أن المشاريع الجادة معرضة للانتقاد وأن إدارة الجائزة مصرة على المضي بمشروعها في دعم الرواية والروائيين العرب.
وتضيف فلور أن الجائزة تستفيد من أي ملاحظات توجه إليها وتحاول أن تتقدم بأدائها وتراجع بعض إخفاقاتها ككل المشاريع الثقافية المستقلة التي تتحسس طريق النجاح تدريجيا.
وتؤكد في حديث للجزيرة نت أن الجائزة تعد مشروعا ثقافيا يتعدى مفهوم الجائزة المالية التي تسند للفائزين لتساهم في الحراك الروائي في العالم العربي، وتسعى إلى دعم الأصوات العربية الجديدة في هذا الجنس الأدبي خاصة، والرواية العربية -كما تقول- وبفضل "البوكر" تمكنت من الوصول إلى القارئ البلغاري والأوكراني واليوناني والإنجليزي والإيطالي والبوسني.
ووفقا لمونتارو، المهم أن تستمر الجائزة في نهجها وفي حيادها في تقييم الأعمال الأدبية ودعم الكتاب الشبان والمواهب العربية الجديدة التي ستؤسس لرواية عربية حداثية يمكنها أن تنافس عالميا.