عنجهية إسرائيل بعدسة بلجيكي

برونو ستيفنس يتحدث إلى جمهور أحد معارضه الفوتوغرافية

برونو ستيفنس يتحدث إلى الجمهور في أحد معارضه الفوتوغرافية (الجزيرة نت)

عماد فؤاد-بروكسل

بعد مرور عشر سنوات من امتهانه التصوير الفوتوغرافي، وجد المصور البلجيكي برونو ستيفنس أن الوقت قد حان ليخرج أرشيفه من الصور في كتاب ضخم، فأصدر قبل أيام كتابه المثير "Ground" عن دار نشر "Lanno" الهولندية، ليأخذ القارئ من خلاله إلى الخطوط الفاصلة في الصراع العربي الإسرائيلي.

ويقول ستيفنس "لم أخطط أن تكون صوري إدانة فاضحة لإسرائيل، ولم أسع إلى تقديم أدلة على أن ممارسات إسرائيل غير الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل هي هولوكوست جديد، يمارس تحت أعين وآذان جميع شعوب العالم دون أن يتحرك أحد".

صلاة بأحد ساحات مدينة رفح بعدسة برونو ستيفنس (الجزيرة نت)
صلاة بأحد ساحات مدينة رفح بعدسة برونو ستيفنس (الجزيرة نت)

عين الكاميرا
ويضيف "أنا فقط التقطت ما رأته عيني، وسجلته عدستي، والآن أجد أنه أرشيف زمني يغطي عشر سنوات من عنصرية إسرائيل الفاضحة ضد الفلسطينيين العزل". هكذا يقول برونو ستيفنس، وهو يقف أمام الجمهور العريض الذي حضر حفل إطلاق كتابه الجديد.

يقدم ستيفنس -الذي ولد في بروكسل العام 1959- في كتابه الجديد أكثر من مائتي صورة بالأبيض والأسود، ولم يستخدم في أي واحدة منها تقنيات الفوتوشوب، وهي تؤرخ للعديد من الوجوه الفلسطينية في لحظات القصف الإسرائيلي المتواصل.

ونرى في الصور وجوهاً باكية تارة، وأخرى غطتها الدماء تارة أخرى، ويمكن للمتأمل، أن يستشعر ولع ستيفنس بالوجوه، بملامح الفزع المرسومة بدقة عليها.

ولا يفرق المصور البلجيكي بين وجه مستوطن إسرائيلي وصاحب أرض فلسطيني، يصور الجميع بالروح ذاتها، راصداً إحساس المغتصب الكامن خلف ملامح المستوطن المحتل، وبين جرأة عين صاحب الأرض، حتى وإن بكت، أو انكسرت تحت سيل الدموع.

شهيد في غزة بعدسة برونو ستيفنس
شهيد في غزة بعدسة برونو ستيفنس

وراء الأحداث
سافر ستيفنس -الذي درس علوم الهندسة الصوتية- إلى العديد من المناطق الساخنة في العالم، وسجل بعدسته بعض أحداثها، وزار فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان وصربيا وكوسوفو والشيشان وهايتي والمكسيك والهند.

وفي العراق قادته المصادفة لأن يكون المصور الغربي الوحيد الذي تواجد في أقوى لحظات الحرب الأميركية البريطانية على بغداد، وفي فلسطين كان المصور الوحيد الذي اقترب من جنازة ياسر عرفات في رام الله سنة 2004.

حصل المصور البلجيكي -الموجود حالياً على الجبهة الليبية لتغطية أحداث الحرب بعدسته- على جائزة الـ“World Press Photo” عامي 2001 و2003. كما نشرت صوره في أشهر الصحف العالمية، وعلى رأسها "نيويورك تايمز مغازين" الأميركية و"الباري ماتش" الفرنسية و"الموندو" الإسبانية.

المصدر : الجزيرة