"إسطوانة كورش" تعود إلى بريطانيا

اسطوانة كوروش الطينية

صورة لأسطوانة كورش الطينية التي يعود تاريخها لحوالي 2500 عام (الجزيرة نت)

فرح الزمان أبو شعير-طهران

بعد عرض أسطوانة كورش الطينية بمتحف إيران الوطني سبعة أشهر، غادرت القطعة الأثرية إيران، لتعرض بعد ذلك مدة محدودة بمتحف الأمم المتحدة في نيويورك قبل أن تستقر بالمتحف البريطاني في لندن.

وتعد الأسطوانة، أو (منشور كورش الطيني) أقدم مستند تاريخي، حفر عليها تعاليم الملك كورش الذي حكم زمن الإخمينيين قبل حوالي 2500 عام، كما قالت مديرة قسم إيران القديمة بمتحف إيران الوطني فيروز سبيدنامه.

وتؤكد إيران أن الأسطوانة التي حفر عليها تعاليم الملك الفارسي كورش تعود إليها، ولكن من عثر عليها حملها إلى بريطانيا ليصبح المتحف البريطاني المقتني الدائم للأثر.

تاريخ

مديرة قسم إيران القديمةبمتحف إيران الوطني فيروز سبيدنامه (الجزيرة نت)
مديرة قسم إيران القديمةبمتحف إيران الوطني فيروز سبيدنامه (الجزيرة نت)

وفي حديثها للجزيرة نت ذكرت سبيدنامه أنه تم العثور على الأسطوانة في بابل القديمة في بلاد ما بين النهرين، مؤكدة أن حكم كورش امتد من الهند إلى إثيوبيا وفق إثباتات تاريخية، مما يعني أن الأسطوانة تعود لإيران، كما حفر على لوحها الطيني بالخط المسماري ما عرف بتعاليم كورش.

وذكرت سبيدنامه أن النص تحدث عن معابد ذاك الزمان، وعن الأماكن التي وصلت إليها حدود الإمبراطورية فضلاً عن الأوامر التي كان يلقيها كورش على أتباعه.

وعرض مع الأسطوانة خلال وجودها بصالة متحف إيران الوطني أحدث الترجمات باللغة الفارسية للنص المحفور.

ولم يصب الأسطوانة إلا بعض التشققات، كما كسر جزء بسيط منها، ورجحت سبيدنامه بأن يكون الضرر قد أصابها بعد إخراجها من تحت الركام بسبب تعرض اللوح الطيني للتغيرات الجوية.

استعارة

مدير المتحف البريطاني يسلم مديرة متحف إيران الوطني نسخة من الأسطوانة (الجزيرة نت)
مدير المتحف البريطاني يسلم مديرة متحف إيران الوطني نسخة من الأسطوانة (الجزيرة نت)

وأحضرت الأسطوانة إلى إيران لأول مرة في زيارة قصيرة لعرضها خلال مراسم الاحتفالات بالملكية البهلوية قبل أربعين عاماً، لتعرض ثانية منذ أواخر العام الماضي.

ودامت محاولات الجمهورية الإسلامية الإيرانية عامين متتاليين لاستعارة الأسطوانة، وكان الرفض البريطاني متكررا بسبب ما أسمته إدارة المتحف البريطاني "عدم توفر أرضية آمنة لحماية الأثر التاريخي في بلد كإيران".

وفي الوقت الذي يصعب فيه على إيران استرجاع آثارها من عدد من الأماكن، تطالب على الأقل باستعارتها لمدة محددة مقابل عرض ما تملك في متاحفهم.

ورحب مدير المتحف البريطاني ماك غريغور بالفكرة خلال مراسم تسليم أسطوانة كورش الطينية له، وذكر بكلمته أن "المستقبل سيشهد كثيراً من عمليات تبادل الآثار بين كلا المتحفين لعرضها لمدة مؤقتة".

كما تحدث عن نقل عدد من العملات المعدنية الإيرانية القديمة إلى المتحف البريطاني قريباً، بينما لم يعرف حتى الآن بماذا ستحظى إيران بالمقابل من المتحف البريطاني.

المصدر : الجزيرة