"انتفاضة الورد".. كاريكاتير عن الثورة
23/2/2011
بدر محمد بدر-القاهرة
قدم فنان الكاريكاتير المصري حسن فداوي 160 لوحة إبداعية من فن الكاريكاتير السياسي، في المعرض الذي افتتح مساء أمس بعنوان "انتفاضة الورد"، ويستمر حتى نهاية فبراير/شباط الجاري.
ويعد معرض الكاريكاتير -الذي أقيم بقاعة "الأرض" بمركز ساقية الصاوي الثقافي بالقاهرة- هو الأسرع في مجاله، حيث نجحت "ثورة التحرير" في إلهام عدد كبير من الفنانين والمبدعين، فسارعوا إلى التعبير عنها.
ويتميز الفنان حسن فداوي بريشة ماهرة، جمعت بين حرفية الفنان التشكيلي للرسم والتعبير، وجرأة وسرعة بديهة فنان الكاريكاتير، إضافة إلى تميزه بثقافة عميقة ورؤية واضحة وموقف جريء من النظام السياسي، مما أضفى بصمة واضحة على أعماله.
وتنقسم لوحات المعرض إلى مرحلة ما قبل "ثورة التحرير"، ثم أثناءها، ولكن من يشاهد الأعمال الفنية يتصور أنها جاءت أثناء الثورة وبعدها، بسبب معايشة الفنان لهموم الوطن.
وحسن فداوي هو أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومحاضر دولي في مجال الفن، وفن الكاريكاتير بشكل خاص، وكبير رسامي مجلة روزا اليوسف ويرسم في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، وحائز على جائزة أحسن تصميم كتاب في أميركا هو "الجبل الأصفر".
حلم الثورة
واعتاد فداوي أن يعبر في أعماله الفنية عن قضايا الفساد والإفقار والاستبداد السياسي ومعاناة المواطن المصري، التي شكلت السبب الرئيس لاندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني.
وتعرض الفنان للظلم والإساءة واضطر إلى الاغتراب خارج الوطن لمدة 12 عاما، لأنه كان يبحث ويخطط لمستقبل أفضل لمصر كما يقول، وسافر لأميركا وحصل منها على أول دكتوراه في الشرق الأوسط في مجال الرسوم المتحركة بالكمبيوتر.
وفي حديثه مع الجزيرة نت أكد فداوي أنه توقع وحلم بالانتفاضة والثورة، وسماها "انتفاضة الورد"، التي عبر عن أسبابها ورؤيته لها، قبل حدوثها بنحو ستة أشهر.
وشارك بالثورة بمنطقة المنشية بمدينة الإسكندرية، كما شارك بميدان التحرير بالقاهرة، وظل طوال أيام الثورة يتنقل بينهما، وقدم لوحاته بفلسفة الكاريكاتير العالمي، الذي يعتمد على الصورة أكثر من الكلام، وتوحي الأعمال المشاركة بثقافة ومتابعة يومية لأحداث الثورة وصدق التفاعل معها.
وأضاف "شعرت بأن الناس في وطني يتألمون ويعانون ويتحملون فوق طاقتهم، وأحسست بهذا الألم وعبرت عنه في لوحاتي، وأعتقد أن فكرة الغضب هي طاقة ورغبة وتفكير وتطوير، ولذلك انصهرت مع الغاضبين".
الارتقاء بالفن
وأشار فداوي إلى أنه كان على يقين من نجاح الثورة، ولم يتمكن منه الخوف أثناءها برغم بطش السلطة، وفي رأيه أن الفنان الحقيقي لديه إحساس مرهف وقرون استشعار لأنه ترمومتر المجتمع.
ومن ناحيته يرى الفنان التشكيلي أحمد مناويشي أن فداوي كان سباقا في مجال الارتقاء العلمي بفن الكاريكاتير، لافتا إلى أن المعرض يحوي تنوعا وثراء للخطوط والشخصيات وتقنيات الرسم والتعبير الجديدة.
وأضاف مناويشي في حديثه للجزيرة نت أن أفكار ومعاني الفنان فداوي واعية، خاصة فيما يخص قضايا: الوحدة الوطنية والحرية والحقوق الأساسية للمواطن، وتعكس رؤى مختلفة للأشكال، وكل لوحة تحمل رسالة خاصة بها، كما أن تكوين "البورتريه" يخرج للرائي أكثر من معنى.
وبدوره أكد الفنان التشكيلي محمد فخري أن حسن فداوي نجح في اختيار ألوان غير صاخبة ومتدرجة، لم تطغ على الفكرة الهادفة التي أرادها، ومضمون المعرض يستشرف واقع ومستقبل الثورة.
المصدر : الجزيرة