السينما العراقية "في الإنعاش"

ظل الرصاصة.. أولى محاولات العمل السينمائي الجاد في كردستان - أحمد الزاويتي - دهوك
undefined
علاء يوسف–بغداد
 
أقر مسؤولان كبيران في وزارة الثقافة العراقية بعدم وجود سينما عراقية في الوقت الحاضر، مؤكديْن أن وضع السينما العراقية في حال يرثى لها. ويؤكد المسؤولون أن توقف الإنتاج السينمائي عائد إلى انعدام المخصصات المالية، رغم وجود أشخاص ينتجون أفلاما بتمويل شخصي.
 
ويقول مسؤول إعلام وزارة الثقافة العراقية حاكم الشمري إن واقع السينما في العراق بعد عام 2003 تراجع بصورة كبيرة. ويؤكد أن إنتاج الأفلام السينمائية في العراق متوقف بسبب عدم وجود المخصصات المالية.
 
ويضيف الشمري في حديث للجزيرة نت "بدأنا في وزارة الثقافة مؤخراً محاولات لإنعاش السينما العراقية، فقد تمت إعادة افتتاح سينما سميراميس في بغداد، وتعمل دائرة الفنون على افتتاح سينما أخرى هي سينما غرناطة، وتم تزويدها بالأجهزة والمعدات اللازمة لإنعاش السينما بالبلد".
 
وأقر المسؤول العراقي بوجود أشخاص عاملين في السينما ينتجون أفلاما سينمائية على حسابهم الشخصي، ويشاركون في المهرجانات السينمائية التي تقام في الدول العربية والأجنبية. معربا عن تفاؤله بانتقال السينما إلى مرحلة جديدة طالما أن العراق يزخر بكتـّاب السيناريو والمخرجين والممثلين، حسب قوله.
 
الشمري: السينما العراقية تراجعت بعد عام 2003 بصورة كبيرة وتنقصها المخصصات المالية (الجزيرة نت)
الشمري: السينما العراقية تراجعت بعد عام 2003 بصورة كبيرة وتنقصها المخصصات المالية (الجزيرة نت)
يذكر أن أول فيلم عرض للجمهور العراقي كان عام 1909، لما كان يُطلق عليه اسم "السينما توغراف"، وعرض في دار الشفاء بالكرخ، غير أن السينما الروائية العراقية بدأت مسيرتها فعليا بإنتاج مشترك مع مصر.
 
وكان أول فيلم بعنوان "ابن الشرق"، من إنتاج شركة أفلام الرشيد العراقية المصرية، عام 1946 وهو من إخراج المصري نيازي مصطفى.

الغزو الأميركي
ويؤكد مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح العراقية قاسم محمد سلمان أن السينما بعد الغزو الأميركي "في حال يرثى لها"، ويقول للجزيرة نت إنه يجري حاليا السعي لإصدار تشريعات وقوانين "من شأنها الارتقاء بالسينما في العراق إلى المكانة التي تليق بها".

 
وحث سلمان على إيجاد تشريع قانون خاص بالسينما يشجع زيادة الإنتاج السينمائي، خصوصا أنه لا توجد في العراق تشريعات تتعلق بالسينما والثقافة بصورة عامة، حسب قوله. مشيرا إلى أن الدستور لم يعط حقا لهذا القطاع الهام ولم يرد فيه بند خاص بالثقافة حتى يستطيع المثقفون أن يمارسوا نشاطاتهم بصورة صحيحة.
 
وليس بعيدا عن ذلك، قال الفنان العراقي ونقيب الفنانين المغتربين طه علوان للجزيرة نت إنه لا يمكن إنعاش السينما بدون إنعاش المفاصل الأخرى من أدب إلى سيناريو إلى كتاب وتلفزيون، لكي يتم الوصول إلى سينما متقدمة وبسرعة، "لأننا تأخرنا في الزمن كثيراً عن الدول الأخرى".
 
موت سريري

سلمان حث على إيجاد تشريع قانون خاص بالسينما يشجع زيادة الإنتاج السينمائي (الجزيرة نت)
سلمان حث على إيجاد تشريع قانون خاص بالسينما يشجع زيادة الإنتاج السينمائي (الجزيرة نت)

أما الفنان العراقي كريم عواد فيرى أن السينما العراقية تعاني من موت سريري أو شلل سريري، ولكي "تنتعش وتقوم مرة أخرى، فهي بحاجة إلى إيجاد سبل لتقويمها ومعالجتها، وإلى أشخاص يعملون بجد لإنعاش وإحياء السينما العراقية مرة أخرى".

 
وأشار إلى أن العراق من الدول العربية الرائدة في مجال السينما العراقية، والإنتاج السينمائي، وقد ظهرت في الأربعينيات أفلام عراقية، منها فيلم "القاهرة بغداد" بالاشتراك مع مصر، إضافة إلى أفلام أخرى مثل فيلم "نبوخذ نصر" وغيرها.
 
ويقول عواد إنه كانت هناك محاولات محلية بسيطة مهدت لوجود سينما عراقية، وهناك مختصون في شؤون السينما في العراق، وأبرز عناصر السينما المخرج محمد شكري جميل الذي أخرج فيلم "المسألة الكبرى"، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من أشهر نجوم السينما العربية والعالمية، أمثال أوليفر ريد وآخرون.
المصدر : الجزيرة