الجزائر تستضيف الملتقى العربي الثاني للأدب الشعبي

وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي في أمسية افتتاح ملتقى الشعر الشعبي
الملتقى يهدف للوقوف على التجارب الشعرية في الدول العربية (الجزيرة نت)

أميمة أحمد-الجزائر

 
تحتضن الجزائر الملتقى العربي الثاني للأدب الشعبي بمشاركة شعراء وباحثين في الشعر الشعبي من ثمان دول عربية هي فلسطين ولبنان وسوريا وتونس والمغرب وليبيا ومصر والبلد المضيف الجزائر. وينعقد هذا المهرجان الشعبي تحت شعار "الشعر الشعبي بين الهوية المحلية ونداءات الحداثة".
 
ويهدف الملتقى وفق رئيس رابطة الأدب الشعبي في اتحاد الكتاب الجزائريين توفيق ومان، إلى تواصل الشعراء الجزائريين مع نظرائهم العرب ومقارنة تجارب الشعر الشعبي في الدول العربية، وتتواصل فعالياته حتى الـ27 من الشهر الجاري.
 
وهذا الملتقى هو الثاني من نوعه تنظمه الجزائر بعد ملتقى أكتوبر/تشرين الأول 2007 خلال فعاليات الجزائر عاصمة  للثقافية العربية، والذي كان تحت شعار "راهن الأصوات الشعرية الشعبية في الوطن العربي" وشاركت فيه خمس دول عربية.
 
وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي قالت إن الملتقى أصبح تقليدا بالجزائر (الجزيرة نت)
وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي قالت إن الملتقى أصبح تقليدا بالجزائر (الجزيرة نت)

وقد أصبح ملتقى الشعر الشعبي تقليدا في الجزائر، كما أوضحت وزيرة الثقافية الجزائرية خليدة تومي في حديث خاص للجزيرة نت، واصفة ذلك بأنه أمر جيد.

 
وردا على المنتقدين لاتحاد الكتاب الجزائريين، اعتبرت تومي مهرجان الشعر الشعبي "دليلا على أن هذا الاتحاد لم يمت فهو حي بتواصل أنشطته".
 
وعن أهمية الملتقى عربيا قالت إنه مهم جدا "لأن الأدب الشعبي في العالم العربي وفي كل العالم هو الوجه الحي للمجتمع، فالمجتمع في حياته اليومية يستخدم الأدب الشعبي في التواصل، وهذا لا يناقض -في رأيي المتواضع- الأدب الفصيح بل كل منهما يكمّل الآخر ولا ننسى أن العبقرية الشعبية عندنا موجودة في الأدب الشعبي".
 
وأشارت الوزيرة إلى أن الجزائر من البلدان التي وقعت على الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث المعنوي، بل شاركت في تدوين هذه الاتفاقية العالمية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، و"على الدولة الجزائرية وكل الأعضاء الموقعين على هذه الاتفاقية أن يساندوا ويشجعوا النشاطات ذات الصلة بالأدب الشعبي كهذا الملتقى".
 
الفصيح والشعبي
وتناوب الشعراء على منصة الشعر الشعبي الذي ألقي بعضه باللهجة المحلية والبعض الآخر بفصحى مبسطة. وعن المسافة بين الشعر الفصيح والشعبي قال الروائي أمين الزاوي "أعتقد أن اللغة الشعرية بالأساس تكون جميلة حينما يتحقق فيها الجانب الدرامي بعيدا عن عمقها في الفصيح أو الشعبي الدارجي، والدليل أن أكبر أديب عربي وهو الطيب صالح كتب بالعامية".
 
محمد سعيد ناجي: معظم شعري عن فلسطين ومعاناة شعبي (الجزيرة نت)
محمد سعيد ناجي: معظم شعري عن فلسطين ومعاناة شعبي (الجزيرة نت)

وأشار الزاوي إلى ما أسماه اغتيال اللغة العربية بقوله "أشعر بأن هناك نوعا من الاغتيال في تكسير اللغة العربية، وهذا ليس بسبب الشعر الشعبي وإنما بسبب وسائل الإعلام ودبلجة المسلسلات والأفلام وحتى من بعض تفاسير القرآن الكريم والسيرة المكتوبة باللهجة العامية"، معتبرا أن "هذا هو الخطر القادم على اللغة العربية وليس الشعر الشعبي".

 
أقرب لحياة الناس
ومن المشاركين الشاعر الفلسطيني محمد سعيد ناجي الذي بدأ نظم الشعر الشعبي منذ صغره وكان معظمه لفلسطين لكنه أيضا غنى للحب والجمال "لأنني إنسان ومن حقي أن أعيش إنسانيتي رغم الاحتلال".
 
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "أنا أرتجل قصائدي ولا أكتبها قبل إلقائها، فالناس يلهمونني موضوع القصيدة ومعاناة شعبي أكبر ملهم للشعراء الملتزمين".
 
أما الشاعر السوري شاهر خضرة فقد استلهم موضوعات قصائده من الحرمان الذي عاشه في قريته بريف دمشق، حيث يقول للجزيرة نت "نشأت في قرية فقيرة، مات والدي وأنا رضيع، وجدتي طردت أمي فحرمت من لبنها وحنانها فنشأت بيني وبين حيوانات بيئة القرية أخوة إنسانية فكان حضورها في قصائدي لتعويض النقص عندي وأنا أرى زملائي في المدارس بينما أنا في الحقل أساعد جدتي بعدما غادرت المدرسة قسرا".
المصدر : الجزيرة