"أرسم الفرح" قصة مجوهرات تحكي تاريخ الأردن أيضا

لمى حوراني ومجوهرات وحلي من المعروضات


توفيق عابد-عمان
 
عرضت الفنانة التشكيلية لمى حوراني في معرضها "أرسم الفرح" في مركز "رؤى للفنون" بعمان مجموعة خاصة من حلي ومجوهرات تحمل إحساسا مبتكرا بحضارة الأردن وتراثه, هما مصدر وحيها, مستمدة رموزها من حضارة المنطقة وبيئتها وموروثها الثقافي.
 
وتضمنت المجموعة -المصنوعة من الكريستال الصخري الطبيعي والفيروز والعقيق والأحجار الكريمة بألوانه المتنوعة- خطا جديدا يعتمد على مواد كالجلد المتعدد الألوان والقماش والنحاس والذهب والسلاسل الفضية المتنوعة.
 
تكتب الشعر
وقالت حوراني للجزيرة نت "حين أرسم الإسكتشات تتدفق الصور بعذوبة.. تلك اللحظة أحس دائما بأنني أكتب الشعر". وتضيف "الحمد لله عرفتمبكرا ما أريده لكنني أخاف أن أطمئن في منطقة الراحة".
 
وترى حوراني أن مجوهراتها رومانسية حالمة تولد الفرح وتثير البهجة في النفس وتحفز التفكير في الآخر.
 
من يتفحص المشغولات بعين مراقب لمشوار الفنانة يكتشف بسهولة أن الدائرة التي أطلقتها في تصاميمها قبل سنوات أخلت مكانها للمربع واعتمدت أسلوب تصميم يقوم على مربعين منفصلين لتكسر التقليدية, لكنهما متصلان في نقطة ارتكاز واحدة, ويتمتعان بالمرونة ليأخذا أشكالا متقاطعة مع حركة من يرتدي مجوهراتها.
 
واستوحت الفنانة من النجمة ثمانية الرؤوس فكرة المربعين المتقاطعين اللذين يشكلان معا نجمة ثمانية.
 

المجموعة مصنوعة من الكريستال الصخري والأحجار الكريمة (الجزيرة نت)
المجموعة مصنوعة من الكريستال الصخري والأحجار الكريمة (الجزيرة نت)

رسالة حب


وتعرف حوراني رسالتها بأنها رسالة حب وتسامح وأمل تترجم بـ "هدية تنعش الشعور بأنك تقدم شيئا للآخر, فتبادل الهدايا وخاصة في مناسبات بعينها يزرع الحب ويعيد الآخر إلى الذاكرة فالتصاميم تخاطب كل الأعمار وخاصة المحبين".
 
وترى أن تصميماتها ليست محددة بزمان, وتقدم خيارات متعددة من بيئة طبيعية ذات ألوان ثقافية متنوعة في الأردن, وكل مجموعة مشبعة بتقاليد وحضارة الماضي تستعيد تعويذات جميلة للمستقبل, محتفلة بالتراث والتنوع الحديث، فهي تشكيلية ترسم وتصمم تحت إيحاء محفورات ورسوم تزين جدران وديان وكهوف ومواقع أثرية أردنية, وهي تستعيد في أعمالها صور حضارات قديمة تعبر عن الحياة الإنسانية ما قبل اللغة والإثنيات والأديان عبر رموز أليفة وبسيطة.
 
الأحجار أسطورتها
وتقول نوال العلي الكاتبة المسرحية والناقدة الفنية "تتسع مخيلة الفنانة حوراني النهمة وتضيق أشياء العالم أمام جوعها الذي لا يسده شيئا.. إنها تريد أن تلتهم الصور وتجعل من الأحجار أسطورتها الخاصة فتنحت من الجمود إحساسا وتبث فيه روحها".
 
وتضيف أنه أمام مجوهرات وحلي تغدو بمجرد ارتدائها جزءا من صاحبتها, لا يستبعد أن تتعلق الأصابع بتحريك هذه التعاويذ.
 
ويرى الدكتور أستاذ الفنون الجميلة وعلم الجمال في الجامعة الأردنية مازن عصفور أن حوراني "قدمت لنا قطعا فنية لا تخلو من مضمونها التراثي والرمزي والإنساني في قولبة ذات تقنية جمالية خالصة وأدركت أن لوحدة الخامة طاقتها ولغتها الفنية الخاصة ومكنونها الجمالي الخاص.
 
ويقول الفنان التشكيلي والناقد حسين دعسة "في صياغة لمى حوراني للفضة والأحجار الكريمة النادرة نرى كائنات تسكن جوانحنا.. تحمل أنوثة حارة وتكون وجودنا بلهيب مقدس نراه عبر إشراقة خاتم وعقود تتغنى بنور السماء".
المصدر : الجزيرة