ليلى الأطرش: الرواية العربية بعيدة عن الخيال العلمي

ليلى الأطرش ود.محمد رفيع
الأطرش اعتبرت انحسار القراءة والفقر والفضائيات من أبرز العقبات أمام الرواية (الجزيرة نت)

توفيق عابد-عمان



اعتبرت الروائية ليلى الأطرش أن الرواية العربية ما زالت بعيدة عن الخيال العلمي الذي يستند إلى الغرابة والمعرفة والبحث, "رغم أن التراث العربي عرف هذا النوع من خلال عباس بن فرناس ورحلات بن بطوطة".

كما قالت الأطرش إن الرواية العلمية الخيالية التي ازدهرت في الغرب تأخر ظهورها في العالم العربي, مشيرة إلى أن الدكتور مصطفى محمود هو أول من كتب الخيال العلمي في "العنكبوت" وبرع كتاب من المغرب العربي في هذا المجال كمحمد البقالي "الطوفان الأزرق" ومحمد العشري "صالة النور".

جاء ذلك في ندوة عقدت بالعاصمة الأردنية عمان تحت عنوان "هموم الرواية العربية وشجونها", بالمركز الثقافي الملكي ضمن برنامج حوارات الذي يعقده أسبوعيا.

كما قالت الأطرش إن الرواية العربية الحديثة تجاوزت في تطوير أساليبها وفضاءاتها النقد والقراءة معا لسهولة النشر في الداخل والخارج وسقوط الرقيب الرسمي, معتبرة أنها سجلت تفوقا نوعيا في استنباط الشكل والمضمون وكسرت المحرمات الثلاثة الجنس والسياسة والدين.


ليلى الأطرش:
حين دخل العرب عصر الفضائيات وتبعه سقوط الرقيب وسهولة النشر في الغرب وإتقان الكتابة بلغة أجنبية أو الإقامة في الخارج ظهرت جرأة الروائيين في كسر تابوهات الجنس والدين والسياسة
"

عقبات
كما ذهبت إلى أن انحسار القراءة العربية والفقر والتربية والتعليم وظهور التلفزيون والآفاق الجديدة للرواية من أبرز التحديات.

وقالت إن البعض يعتقدون أننا نعيش زمن الرواية ويدللون على ذلك بما تحظى به من اهتمام عالمي وتحول عدد من الشعراء البارزين إلى الفن الروائي وسواء كان هذا عصر الرواية أم غيره. إلا أن السرد الروائي برأي الأطرش يظل أقرب الفنون إلى خلق التواصل وتبادل المعرفة.

القرآن والحديث
وترى الروائية الأطرش أن "القرآن والحديث يشكلان مرجعية واضحة في الرواية العربية كليلة القدر والإسراء والمعراج اللذين تأثر بهما دانتي, حيث اختلط الموروث بالمقدس في روايات أعيدت حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من اللاوعي الجمعي الإسلامي".

وذكرت أن "المقدس الديني واضح التأثير سواء اقتباسا أو لغة أو تأثرا بالفرق المختلفة أبرزها الصوفية".

وبحسب الأطرش فإنه حين دخل العرب عصر الفضائيات حيث سقط الرقيب فضلا عن سهولة النشر في الغرب وإتقان الكتابة بلغة أجنبية أو الإقامة في الخارج, ظهرت جرأة الروائيين في كسر تابوهات الجنس والدين والسياسة وظهر الرجل والمرأة في النص الروائي محطما لموروثاته.

وقالت إن المتخيل التاريخي في معظم الروايات العربية يتصف باليوتوبيا وإضفاء صفة الكمال عليه في إسقاطه على واقع شديد القسوة هروبا من الرقابة أو بحثا عن الذات.

وتتسم معظم الروايات التاريخية العربية بمحاولة خلق عالم بديل لذاك المستحضر بالنوستالجيا وقد برع روائيون كثر في استحضار التاريخ وإسقاطه على الواقع ولكنه حنين خلص الماضي من جميع أخطائه.

من جهته تساءل الدكتور محمد رفيع الذي أدار الندوة عن الهموم والشجون التي تعوق الرواية العربية في أن تكون حيزا كتابيا جديدا يعيد صياغة جوهر الأمة كما يرغب أفرادها أن تكون.

وقال إن الشرط الاجتماعي الحداثي الذي لا تنهض الرواية إلا به لا يمكن أن يكون أو يستوي من دون تحرر وطني حقيقي. فالرواية العربية برأيه هي الحيز الكتابي الذي تطلّع منذ بداياته لمجتمع عربي تتحقق فيه الحداثة الاجتماعية والتحرر الوطني في آن معا.

ويرى أن الرواية التي تقوم في جوهرها على إستراتيجية الحفر في الطابع الإنساني وتعرف كيف تشكل مسارها تقول حكمتها إن "الحياة هزيمة محتومة وعلينا محاولة فهمها وهنا يكمن السر والسبب في وجود هذا الفن".

المصدر : الجزيرة