فعاليات لتذكير العالم بأصل جلال الدين الرومي الإيراني

1- لوحة تصور الرومي في لحظة اشراق

لوحة تصور جلال الدين الرومي في لحظة إشراق (الجزيرة نت) 


فاطمة الصمادي-طهران
 
بينما يحتفل العالم بالمئوية الثامنة لميلاد الشاعر والعارف جلال الدين الرومي صاحب ديوان "المثنوي" و"غزليات شمس"، أعدت المؤسسات الإيرانية برامج لتعريف العالم بأن إيران هي موطنه الأصلي. وتستمر تلك البرامج طوال هذا العام وتتضمن عروضا موسيقية ومسرحية وإصدارات بلغات عدة.
 
وخصص معرض طهران الدولي للكتاب جناح "أهل القلم" ثلاث جلسات للبحث في: "مولانا والشباب" و"فهم لسان مولانا"، و"اقتباسات مسرحية من آثار مولوي". كما يعكف المخرج الإيراني المسرحي بري صابري على مسرحية تعرض قريبا بعنوان "شمس الطائر" تتناول حياة الرومي وتحولاته الفكرية بعد لقائه المؤثر بالعارف شمس التبريزي.
 
وتشارك مؤسسة الترويج للغة والأدب الفارسي في هذه الاحتفالية عبر إصدارين الأول يتعلق بكتاب المثنوي ويحوي شروحا للاصطلاحات التي وردت فيه من لغات عدة، يصل إلى 900 صفحة مع مقدمة باللغة الإنجليزية، أما الكتاب الآخر فيحمل عنوان "الرحمة والغضب الإلهي من منظور مولانا جلال الدين محمد البلخي".
 

صفحة من مخطوط قديم لديوان
صفحة من مخطوط قديم لديوان "غزليات شمس" لجلال الدين الرومي (الجزيرة نت)

مؤتمر عالمي
وفي السياق ذاته تشارك مؤسسة مدينة الكتاب ومقرها طهران في هذه الفعاليات عبر جلسات تعقد كل أربعاء يشارك فيها نقاد وأدباء تتركز في مجملها حول شرح للمثنوي وغزليات شمس، وعقدت المؤسسة جلسات متخصصة بمشاركة باحثين من داخل إيران وخارجها.
 
كما تنظم الجامعات الإيرانية فعاليات مشابهة في جامعات طهران ومشهد وشيراز، تحضيرا للمؤتمر العالمي الذي سيعقد بمشاركة باحثين عالميين في نوفمبر/تشرين الأول القادم.
 
ويرى المتخصص في شعر الرومي سيد محسن جوادي في حديثه للجزيرة نت أن هذه الفعاليات لا تكفي في بلد كان الموطن الأول لهذا العارف الكبير، ففي الوقت الذي سيصل فيه عدد الإصدارات المتعلقة بالمناسبة في تركيا إلى 30 كتابا، لم يصل العدد في إيران إلى عشرة كتب وإن كان من الجيد ترجمتها إلى الإنجليزية.
 
ويضيف جوادي أن المشكلة لا تكمن في النظر إلى الرومي كشخصية إنسانية وهذا هو الحادث فعلا إذ إن الكتب المتعلقة بمولانا –حسب قوله- تعد من أكثر الكتب مبيعا في أميركا، كما أن السينما الهندية ستعرض فيلما أنتجته لهذه الاحتفالية العالمية.
 
ويتابع قائلا "لكن البعد الإنساني العالمي في شخصية الرومي لا يجعلنا ننسى أنه ولد في بلخ التابعة لخراسان في ذلك الوقت وأن أشعاره جاءت بالفارسية، وهو أمر ننظر إليه من باب حفظ الذاكرة الثقافية".
 

موسيقى عرفانية ترتكز على أشعار الرومي (الجزيرة نت)
موسيقى عرفانية ترتكز على أشعار الرومي (الجزيرة نت)

حكاية الناي


وفيما يستمر الجدل تجري الاحتفالات في العالم بمشاركة ألوان وأعراق عدة، بصاحب المثنوي.  ومن أجمل أشعاره حكاية الناي التي يصف فيها انقطاع الإنسان وحنينه للعودة إلى أصله النوراني فيقول:
 
استمع للناي كيف يقص حكايته
إنه يشكو آلام الفراق فيقول:
منذ قطعت من منبتي والجميع رجالاً ونساء يبكون لأنيني
أنشد بصدري الذي مزقه الفراق
لأشرح له ألم الاشتياق
فأيما إنسان بعيداً عن أصله أقام
عن زمان وصاله يظل يبحث.
 
أما صاحب المثنوي نفسه فموقفه تلخصه عبارة كتبت على قبره في قونية بتركيا تقول "يا زائري، لا يهم من تكون ولا من هو أستاذك تعال يا أخي لنتكلم عن الله".
المصدر : الجزيرة