كرنفال بكل الألوان في ختام مهرجان الدوحة الثقافي

Performers at the Walt Disney Carnival in the cornish - Photographer, Faris AlKhateeb copy

عبد الرافع محمد- الدوحة

خرج جمهور الدوحة في احتفالية كبيرة بكل الألوان في ختام مهرجانها الثقافي الثالث، وسار كرنفال كبير بحذاء كورنيش العاصمة القطرية بين الديون الأميري وفندق شيراتون الدوحة الذي شهد معظم الفعاليات، مرورا بحديقة البدع التي كانت ملتقى الثقافات وقدمت عليها عروض الفرق الفلكلورية.

الفرق الفلكلورية حضرت في حفل الختام الكبير وقدمت شيئا من الاستعراض متباهية بتراثها الشعبي، وسارت شخصيات والت ديزني وسط جموع من أطفال المدارس القطرية الذين كانوا نجوم الاحتفال قبل يوم من عيد الأم، وانتهى الحفل بالألعاب النارية التي ملأت سماء الدوحة في استقبال أولى ليالي الربيع.

واتفق جميع الإعلاميين على أن مهرجان هذا العام الذي استمر بين 9 و20 مارس/ آذار الجاري شهد أكبر إقبال جماهيري مقارنة بسابقيه، ويشير الصحفي الأردني غازي الذيبة إلى أن التنوع والدعاية القوية والطقس الجميل كل هذا كان وراء الحضور الكبير.


undefinedويضيف الذيبة أن حالة الإحباط التي تشهدها الجماهير العربية يجعلها تلوذ بالفعاليات الثقافية كمتنفس لها عما تعانيه بسبب تأزم الوضع العربي.

وتشير المذيعة بالإذاعة القطرية بثينة عبد الجليل إلى أن الناس تنبهوا هذا العام إلى أن المهرجان الثقافي هو أوسع مما كانوا يظنونه، حيث كانوا يلتفون كل عام حول الفرق الفلكلورية في الحدائق العامة وهم يظنون أنها كل المهرجان.

بينما ينبه المخرج بالتلفزيون القطري إمام مصطفى إلى أن المناخ العام في قطر يتطور شيئا فشيئا باتجاه قبول مثل هذه المهرجانات.

وتتفق بثينة وإمام على أن غياب فعالية سينمائية هي نقيصة في المهرجان، وتتعجب بثينة لأن قطر أخذت من قبل جوائز في الفيلم التسجيلي لكنه كان غائبا في المهرجان. بينما تشيد بحضور ما تسميه بالفن الراقي وحددت ليالي نصير شمة ومارسيل خليفة وماجدة الرومي.

ويشير إمام مصطفى إلى أن جدول الفعاليات هذا العام كان "دسما جدا وبكل الألوان وراعى كل الأعمار والثقافات".

الأوليات في هذا المهرجان كانت كثيرة، فلأول مرة يغني مارسيل خليفة في الدوحة، ولأول مرة تعرض أوبرا كارمن في الخليج، ولأول مرة يستعرض الأتراك رقصة النار في بلد عربي. إضافة إلى شخصيات والت ديزني وليلة ليونيل ريتشي ومسرحية عادل إمام.

undefinedوككل احتفالية عربية حضر الهم الأكبر "العلاقات العربية الأميركية"، فكانت محور النقاش في معظم الندوات، فسعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية يرحب بالمبادرة الأميركية الأخيرة لتحقيق الديمقراطية في "الشرق الأوسط الكبير"، لكن بعدها بيوم يدعو النائب الأول لرئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم إلى دراستها وعدمِ الرد برفضها أو قبولها قبل بحثها.

ثم يمضي يوم ويأتي آخر بدعوة من الدكتور عبد الحميد الأنصاري عميد كلية الشريعة بقطر سابقا إلى أن تستغل الشعوب العربية الضغوط الأميركية لتطوير مناهج التعليم، لكن المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة يرفض تعبير الأنصاري "استغلال الضغوط"، لأن هذا يعني -حسب رأيه- أن ترد على من يضربك بالشكر.

حتى ظبية خميس الشاعرة الإماراتية تتساءل في ندوة إبداع المرأة لماذا تصدر أميركا إلينا الأمراض فقط.

غاب عدد كبير ممن أعلن عن إحيائهم فعاليات أو إلقائهم محاضرات، ما ترك فراغا في بعض الليالي وربما أثر على تحقيق أهداف منهجية للمهرجان أبرزها التنوع، فقد غابت بعض الفرق الفلكلورية، وغابت فنانات تشكيليات عن ملتقى الفنون البصرية، وغاب الكاتب السوري برهان غليون، والكويتي عبد الله النفيسي، وغاب للمرة الثانية في مهرجان الدوحة الثقافي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

أما غياب الإعلامية المصرية د. هالة سرحان والروائية الجزائرية أحلام مستغاني فقد تسبب في تحويل ندوة عن إبداع المرأة العربية إلى مناقشة إبداع المرأة الخليجية وتحولت مرة ثانية من طرح أفكار إلى إلقاء شهادات.
__________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة