سوق الكتب بشارع المتنبي تنام ملء جفونها عن الماضي

TO GO WITH AFP STORY IRAQ-BOOKS: (FILES) -- Picture dated 11 October 2002 shows a young Iraqi book seller standing behind a shelve displaying English-language books on the Middle East in Baghdad's al-Mutanabbi street, famous for its second-hand book market. Al-Mutanabi, named after a 10th Century Arab poet who had delusions of being a prophet, has a long history as a gathering place for Iraq's writers and intellectuals. AFP PHOTO/Patrick BAZ

يعتبر علي السعدي واحدا من الكتاب والمفكرين الذين يلتقون في سوق أسبوعية للكتاب بشارع المتنبي في قلب بغداد العتيقة التي تعج بالرواد كل يوم جمعة لشراء وبيع الكتب والمجلات.

يمسك السعدي بيده كتابا يتضمن أبحاثا دينية ويتذكر أن هذا الكتاب المذهب كلفه دخول سجون صدام حسين وتحمل التعذيب فيها، ويقول "عندما كنت طالبا في الأدب عام 1982 وجد ضباط في الاستخبارات لدي كتابا لمحمد صادق الصدر" الذي قتله النظام العراقي عام 1999.

وأضاف "لقد اتهموني بتنظيم مجموعة سياسية وأمضيت ثلاث سنوات في السجن وعانيت الكثير"، كاشفا عن آثار جراح حول معصميه بسبب القيود وعن قيام سجانيه بنزع ثلاثة من أسنانه.

ويشبه الكاتب معن علي الذي كان يبيع مجموعة من البيانات الشيوعية القديمة إضافة إلى كتب لعلماء شيعة، زميله السعدي في ما ذاقه من معاناة على يد النظام السابق قائلا "كانت الأيام صعبة على المثقفين الذين بدؤوا يبيعون كتبهم ليؤمنوا لقمة العيش لعوائلهم"، مضيفا "كنا نقوم بتخبئة الكتب الممنوعة وإذا أردنا بيعها كنا نقوم بذلك بسرعة كبيرة خوفا من افتضاح أمرنا".

ويؤكد بائعو الكتب في شارع المتنبي أنهم يملكون أكثر الكتب ندرة في الشرق الأوسط. وكانت المقاهي حول السوق تشهد لعقود طويلة نقاشات ساخنة بين مختلف المثقفين في الفكر والفلسفة والسياسة.

غير أن الحظر الذي فرض على العراق بعد اجتياحه للكويت عام 1990 قلب المعادلات، وبات الاقتصاد العراقي في وضع يرثى له حتى تحول الشارع أيضا إلى مركز للتجارة بالكتب التي تهاجم النظام العراقي السابق.

ويختزن شارع المتنبي كتبا كثيرة مرصوفة في المكتبات على ألواح خشبية وهي تحمل عناوين ثقافية وتاريخية وسياسية وحتى معلوماتية مختلفة، إذ يجمع بين كتب محمد باقر الصدر وآية الله الخميني إلى جانب كتب للرئيس صدام.

المصدر : الفرنسية