بعلبك تعود إلى العصور الوسطى بأوبرا كارمينا

undefined

عادت مدينة بعلبك التاريخية مجددا إلى العصور الأوروبية الوسطى عندما احتضن المسرح التاريخي في المدينة واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية الحديثة. فقد أدهشت أوبرا كارمينا بورانا لمؤلفها الألماني كارل أورف أكثر من خمسة آلاف مشاهد غصت بهم مدرجات المسرح الروماني.

وانتصب برج من الفولاذ والخشب على ارتفاع 16 م وسط مسرح بعلبك. وتنقل المؤدون بين طوابق البرج الذي انسجم بتناغم رومانسي جميل مع أعمدة هيكل جوبيتر في قلعة بعلبك الرومانية.

وقد شارك في العرض الذي استمر ثمانين دقيقة مائتا فنان بين عازف وممثل ومغن, وقدموا 24 مشهدا سحريا نقلت الجمهور إلى أجواء العصور الوسطى.

وجسدت الأوبرا بأجواء ملحمية بنصوصها ومشاهدها وموسيقاها جميع صراعات البشر, الخير والشر, والملائكة والشياطين, والحب والكراهية, والولادة والموت, والسعادة والألم, والحرب والسلم, وذلك وسط مؤثرات صوتية وألعاب نارية وألوان فاقعة على وقع إيقاع بدائي بوتيرة سريعة تقطع الأنفاس.

وقد صفق الحاضرون طويلا للعمل المعروف الذي قدم للمرة الأولى في الهواء الطلق في بعلبك. يذكر أن أول عرض في الهواء الطلق كان عام 1995 عندما قاد الموسيقار الألماني فالتير هاوبت أوركسترا أوبرا كارمينا بورانا بمناسبة مئوية مؤلفها كارل أورف.

ويشار إلى أن أكثر من 500 ألف شخص شاهدوا هذه الأوبرا الضخمة في جولاتها العالمية. وقد عرضت الأوبرا أول مرة في مدينة فرانكفورت الألمانية عام 1937.

أغاني بوران
وتعني Carmina Burana أغاني بوران, وهو عنوان لكتاب ضم المجموعة الكاملة للقصائد العلمانية اللاتينية التي كتبها شعراء مختلفون مطلع القرن الـ 12 الميلادي. ويبلغ عددها 250 قصيدة. وقد جمع الشاعر الألماني يوهان أندرياس شميلر المجموعة وطبعها عام 1847.

وكان أورف قرأ القصائد وشعر أنها ستغير سيرة حياته الفنية بعد أن يضع بصمته الموسيقية الخاصة وسط المدارس الموسيقية الكثيرة. فقرر بعد ذلك أن يكتب موسيقى أوبرا تجسد مجموعة شميلر التي زاوجت بين مختلف ألوان الشعر.

ولا تعتمد الأوبرا المؤلفة من ثلاثة أجزاء رئيسية ومقدمة ونهاية على بناء موسيقي معين. إذ يبقي أورف لنفسه الخيارات مفتوحة ليقدم تشكيلة من المقطوعات الراقصة والسعيدة والحزينة والقتالية والملحمية. فالأسلوب الموسيقي يزاوج بين العنف والعشوائية والرومانسية.

ويقدم أورف مقاطع موسيقية ذات حبكة وتوزيع متناغم إلى جانب مقطوعات قال عنها بعض النقاد إنها لا تمت للموسيقى بصلة. واعتمد اللاتينية لغناء جميع قصائد الأوبرا التي كتبت أصلا بهذه اللغة, وأبقى بعضها باللغة الألمانية الوسطى.

المصدر : الفرنسية