الروس يشاهدون وجوه الحب

يبدو أن موسكو الغارقة في جو صقيعي بارد ليست هي المكان المناسب لمهرجان سينمائي يعرض أفلاما تدور كلها حول مفردة الحب. ولكن محبي الأفلام السينمائية وخاصة الرومانسية منها تحدوا الطقس وبرودته، وخرجوا ليستمتعوا بانطلاقة مهرجان "وجوه الحب" السادس.

undefinedانطلق المهرجان عشية بدء العام الروسي القديم (الأرثوذوكسي) بفيلم من إخراج الممثل الروسي البارز أوليغ يانكوفسكي في أول ظهور له خلف الكاميرا.

ويحمل الفيلم اسم (COME AND SEE ME) وهو من بين 19 فيلما في برنامج المهرجان، حاز العديد منها على الإعجاب عند عرضه في مهرجان كان السينمائي العام الماضي. ومن أبرزها فيلم ختام المهرجان للمخرج المقيم في هونغ كونغ وونغ كار واي(IN THE MOOD FOR LOVE).

والأفلام التي تتنافس في هذا المهرجان جاءت أربعة منها من آسيا، تشارك كوريا الجنوبية بفيلمين منها، وخمسة من أوروبا الشرقية والوسطى، وهي من بولندا وجمهورية التشيك وروسيا البلد المضيف التي تشارك بفيلمين، أحدهما إنتاج مشترك مع إيطاليا. وتشارك أوروبا الغربية بخمسة أفلام والمكسيك بفيلم واحد.

وقد جذب منظمو المهرجان عددا من نجوم الشاشة الحائزين على الجوائز، الذين شاركوا في مهرجان كان، مثل فيلم (ديومة) للمخرج الإيراني حسن يكتبانه الحائز على جائزة الكاميرا الذهبية.

وينظر إلى فيلم (RUSSIAN BEAUTY) للمخرج الإيطالي سيزار فيراريو باعتباره من الأفلام التي ستحظى بإعجاب خاص. والفيلم مقتبس من رواية للكاتب الروسي فيكتور يوريفيف تحمل نفس الاسم.

ويخصص المهرجان عروضا خاصة لأفلام معينة تتناول مفهوم (الحب في زمن الديكتاتوريات)، وهي أفلام تحاول إلقاء نظرة على واقع الحب في بعض الأنظمة السياسية التسلطية في القرن العشرين، التي اشتهرت بفرض القيود على حرية الحب والاختيار. وهي أفلام من ألمانيا النازية، والاتحاد السوفيتي، والصين إبان الثورة الثقافية، وأنظمة أوروبا الشرقية قبل انهيار الشيوعية.

وتضم أفلاما مثل فيلم (ANGI VERA) للمخرج المجري بال غابور الحائز على جائزة النقاد في مهرجان كان عام 1977. وفيلم (LTUS TOWN) للمخرج أكسي جين عام 1968، والمحاولات الألمانية المبكرة لتجسيد شرور النازية، المتمثلة بفيلم المخرج كورت مايتزيغ (MERRIAGE IN THE SHADOWS) عام 1947.

وكانت انطلاقة مهرجان وجوه الحب الأولى في عام 1996 واختير منتصف يناير تاريخا له، حتى لا يتعارض مع مهرجان موسكو السينمائي الذي يقام في الصيف عادة.

وتسمح الطبيعة التصنيفية للمهرجان بعرض الأفلام الحديثة جنبا إلى جنب مع الأفلام القديمة التي تتناول نفس الموضوع، والحائزة على جوائز عالمية.

ويقول مدير المهرجان سيرغي لافرينتيف إن الدخول لمشاهدة أفلام المهرجان لا يكلف كثيرا، وهناك تخفيضات خاصة لكبار السن من سكان المدينة.

ويضيف لافرينتيف: "نسعى لأن نوفر فرص مشاهدة الأفلام السينمائية للناس، لقد أصبح الشباب في روسيا يجهلون الكثير عن ثقافة السينما منذ انهيار نظم توزيع الأفلام بانهيار الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينات… المخرج الوحيد الذي سمعوا عن اسمه هو كونتين تارانتينو".

المصدر : الفرنسية