سبيل قايتباي.. تحفة معمارية بالمسجد الأقصى

"سبيل قايتباي" هو عين ماء شهيرة في المسجد الأقصى المبارك الذي يحتوي على عدد من أسبلة المياه، فقد حرص المسلمون على توفير مياه الشرب والطهور في المسجد؛ فحُفرت الآبار وأنشئت الصهاريج والأسبلة داخله في الساحات المكشوفة لتخزين مياه الأمطار.

ويعود إنشاء أسبلة الأقصى إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، وجدد كثير منها أو استحدث في العصر العثماني بأمر من السلطان سليمان القانوني (926-974 للهجرة/1520-1566 للميلاد) الذي تميز عهده ببنائها.

الموقع
يقع سبيل قايتباي مقابل باب المطهرة، بين الباب والطرف الغربي لصحن الصخرة في الساحات الغربية للمسجد الأقصى المبارك.

البناء
بُني سبيل قايتباي فوق الطرف الشمالي الغربي لمصطبة واسعة تحمل الاسم نفسه ولها محراب بالجهة الجنوبية، وقد بناهما الملك الأشرف أبو النصر إينال عام 860 للهجرة، ثم جدده الملك الأشرف قايتباي عام 887 للهجرة/1482 للميلاد بعد تهدمه، وعرف باسمه، وأعاد تجديده السلطان العثماني عبد المجيد الثاني 1330 للهجرة.

وهذا السبيل عبارة عن مبنى جميل مرتفع من طابقين، أدخلت فيه فنون العمارة وجملته الحجارة الملونة، وله قبة جميلة مزخرفة بزخارف نباتية، وقيل إنه السبيل الوحيد من نوعه في فلسطين قاطبة.

وتحت السبيل والمصطبة توجد بئر كبيرة عامرة بالمياه تمتد إلى ما تحت الرواق الغربي للأقصى، بطول 28 مترا وعرض ستة أمتار وعمق 11.5 مترا.

وفي عام 1981 اكتشِفت حفريات إسرائيلية تمتد من الغرب إلى الشرق تحت باب المطهرة، وتنفذ إلى البئر بامتداد أكثر من 25 مترا داخل باحات المسجد الأقصى، ولا تفصلها إلا أمتار قليلة عن قبة الصخرة.

وإثر احتجاجات من المسلمين، اضطر الاحتلال لإغلاق الفتحة التي كان يراقب منها المسلمين عند السبيل، ولكنه أعاد لاحقا فتحها.

وبالإضافة إلى الأسبلة، تضم ساحات الأقصى المبارك نحو 26 بئرا عامرة، فيها من الماء ما يكفى لسكان البلدة القديمة بالقدس، وهي موزعة بين صحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى وباقي ساحات الأقصى، حيث يوجد ثمان منها فوق صحن الصخرة والباقي في الساحات المحيطة.

المصدر : الجزيرة