رئاسة الأمم المتحدة في حاجة عاجلة لمراجعة التزام ممثلي بعثتها المتكاملة للتأكد من قيامهم بأداء المهام المكلفين بها وفقا لقراراتها ومبادئها.
وبصفة خاصة هذه المكاتب:
- البعثة السياسية لدعم المساعدة خلال الفترة الانتقالية.
- المكتب القُطري للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، المكتب المشترك.
- وحدة حقوق الإنسان في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
- المقرر الخاص ومكتبه المتقدم في الخرطوم.
فريق الأمم المتحدة القطري في السودان مهمته الأساسية تتمثل في التنمية والمساعدات الإنسانية وحفظ وبناء السلام وفقا للتعاون الدولي الذي يعدّ أحد أهم مقاصد المنظمة الأممية، على أن تنفذ هذه المهام مع شركاء وطنيين ودوليين لحماية وتعزيز حقوق المدنيين المتضرّرين من النزاعات والكوارث الطبيعية.
فما الإنجازات التي حققتها 18 ممثلية للصناديق والبرامج والوكالات التي ابتعثتها المنظمة إلى أحد البلدان الأكثر غنى في المنطقة من حيث الموارد والثروات الطبيعية؟
إنه السؤال المحوري المتكرر الذي يؤرق السودانيين ويقلق مضاجعهم.
والسلطات السودانية وبصفة خاصة مجلس السيادة تقع عليه مسؤولية التدقيق في أدوار ومهام هذه الآليات الدولية التي أرسلت لتعزيز سيادة البلد وصون وحماية كرامة مواطنيه وحقهم في دولة القانون التي تسود فيها المساءلة، والمشاركة الواسعة، وعدم قابلية الحقوق للتجزئة، وعدم التمييز.
الحالة الراهنة في السودان تتجه نحو استباحة سيادته وكسر إرادة شعبه في ظل الأزمة السياسية التي تسببت في هذه الحرب الطاحنة.
لقد بحّ صوتنا في الدعوة إلى تقييم دور المبعوثين الدوليين في المنطقة بغرض معرفة ما تحقق من إيجابيات والعمل على تطويرها، ومعالجة السلبيات وضمان عدم تكرارها.
اليوم لا يخفي على أحد في السودان الدور الذي يقوم به السيد فولكر بيرتس؛ لقد قام الرجل بتزوير واختطاف توقيع ولسان منظمتين إقليميتين كبيرتين لتأييد موقفه، وكيف أنه أسهم في استيراد مسودة دستور انتقالي صاغته أيد أجنبيه لا علاقة لها بواقع السودانيين ومثلهم، كما عين بعض مستشاريه من أحد أطراف الأزمة، إضافة إلى تجاهله لقطاع سياسي واجتماعي واسع بدعوى العزل السياسي الذي لا ينبغي أن يكون إلا بحكم قضائي نهائي أو بقرار برلمان منتخب، وفوق ذلك لم ينطق بكلمة حق في كل مراحل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها السلطة الانتقالية في السودان في ظل حكومة الدكتور حمدوك ومرورا بانقلاب البرهان وحميدتي إلى يومنا هذا (إخفاقات الرجل لا يحتملها هذا المقال الموجز)، أما عرض ومناقشة مهام كل هذه الآليات فسنعمل عليهما من خلال سلسلة مقالات وفيديوهات لاحقة على قناتي في يوتيوب بمشيئة الله تعالى.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.