شعار قسم مدونات

هل ننقل الثلاجة إلى غرفة النوم أم ننقل السرير إلى المطبخ؟!

blogs الحجر المنزلي

في شهر تشرين ثاني/نوفمبر2019م قررت الالتحاق والشراكة في شركة (يونيستي UNICITY) التي تتيح الشراكة بدون رأس مال وبشروط سهلة؛ أنا وزوجتي، وكان من الأهداف تحسين الصحة العامة، وتقوية جهاز المناعة، باستخدام المكملات التي تنتجها الشركة؛ وأيضا وفي صلب سياق الصحة، تخفيض وإنقاص الوزن ضمن ما توفره الشركة، من برنامج يقوم على إعادة برمجة الخلية، مع استخدام مكملات غذائية وفق إرشادات خبراء الصحة في الشركة؛ ذلك لعدم الرغبة بانتهاج برنامج يقوم على حرمان لا تطيقه نفس طبعت على التشهي؛ وكانت (الممنوعات) وما يحظر أكله محدود ومقدور عليه.

 

وبحمد الله تعالى وخلال فترة قصيرة نسبيا، ظهرت نتائج مرضية فقد نقص وزني 17 كغم وزوجتي فقدت وفق البرنامج والمكملات أيضا 20 كغم، وبهذا وبغيره تم اعتبارنا قصة نجاح في (فريق الأحلام DREM TEAM) الذي يرأسه د. مجدي عبيد ويقيم شراكة مع شركة يونيستي:-

وتم الاحتفاء بالزوجين المنضبطين بالبرنامج، عبر مجموعات الفريق داخل مواقع التواصل المختلفة، وهذا شجع عددا من الأقارب والمعارف والأصدقاء إلى الالتحاق بهذه البرامج وحيازة تلك المكملات، لأن التجربة ماثلة أمامهم. وكان الأمل قائما بأن نفقد مزيدا من الكيلوغرامات، خاصة وأننا مددنا من تلقاء أنفسنا فترة البرنامج الغذائي، ولأن البرنامج يشمل الرياضة (كالمشي نصف ساعة يوميا على الأقل) ولأننا لم نلتزم بهذا قررنا عدم تناول العشاء المسموح به وفق البرنامج مع تمديد الفترة الزمنية حتى نصل إلى ما يسمى (الوزن المثالي) المتناسب مع طول القامة.

 

الأمل والفرحة وكورونا

ولكن الفرحة لم تطل؛ والأمل يكاد يتبخر؛ نظرا لإجراءات مواجهة فايروس كورونا خاصة البقاء في المنازل، والتي تتكفل بزيادة التشهي وتحرّض على التساهل في تناول مختلف أنواع الطعام وملحقاته، ولأن الحدود مغلقة وبالتالي لا يمكن أن تصل المكملات خاصة مكمل ضروري لحالتنا هو (SLIM) وهو باختصار يقوم بدور المكنسة الكهربائية للمواد الغذائية في الجسم:-

 

 

والذي يصل إلى الأردن التي فيها أقرب مركز تابع للشركة علينا نحن في فلسطين ومن ثم نجلبه من هناك وحاليا كما نعرف توقف النقل الجوي وأيضا الحدود مع الأردن أغلقت. والقلق يساورنا بأن ما تم إنجازه سيصبح أثرا بعد عين في ظل هذه الظروف، وكسر النظام الغذائي، وعدم وجود مكملات.

 

ما سبب زيادة الشهية للطعام؟

تعج مواقع التواصل والفضاء الإلكتروني بما يؤكد عبر النكتة المرئية أو المرسومة أو المكتوبة أن الناس في ظل الجلوس في البيوت في الظرف الحالي، يأكلون أكثر من حاجة أجسامهم، وكأن المرء تناول أقوى المشهيات التي تجعله يملأ بطنه بمختلف أنواع الطعام المقلي والمطبوخ والمسلوق مع ما تيسر من الفاكهة والحلويات والمكسرات وكأنه قد صار له أجهزة هضم إضافية…لذا أسأل عن سبب ذلك، ولا أجد جوابا مقنعا، ولا أعرف إن كان ثمة تفسير علمي لهذه الظاهرة. فهل يميل الإنسان إلى تناول الطعام والحلوى والمكسرات وغيرها في حال علم أنه يجلس في البيت ولا عمل ينتظره، وليس هناك زيارات وواجبات اجتماعية عليه القيام بها؟ وإذا كان الجواب (نعم) كما هو واضح في واقع الحال، فلماذا؟

  

هل نتسلى بالطعام؟

بدأت الحديث عن تجربة شخصية؛ لأنه قد اتضح لي بتجربة عملية أن بِمُكنة الإنسان أن يتخلى تماما عن السكر والحلوى تماما، هي وما يقال أنه بديل عنها من مواد، وأن يمتنع ليلا (وفق برنامجي المذكور) عن تناول الفاكهة بعد غروب الشمس، وأن بإمكانه ألا يتناول شيئا بين الوجبات إلا الماء والقهوة (أو الشاي) المرّة فقط، وسيعتاد على ذلك بسرعة، فلماذا بعد إجراءات البقاء في المنزل (#خليك_بالبيت) انفتحت الشهية بطريقة غير معتادة حتى قبل الانخراط في النظام الغذائي الواعد؟

 

هناك من يعتبر الأمر (فشة خلق) وتسلية ستتحول إلى دهون ووزن زائد عند تناول الطعام؛ ولكن أي ملل يتحدثون عنه؟ بالنسبة لي فأنا أشعر بأنني مشغول، وهو ليس شعورا بل حقيقة، فهناك كتب مطبوعة وإلكترونية أقوم بقراءتها، وأشعر بأنني لا أنجز وفق الفراغ الموجود، ودورات تعلم عن بعد أنا التحقت ببرنامجين مختلفين فيها، كما أن عالم (الإنترنت) وحده سيشغل المرء بحيث يغنيه ما يرى ويسمع ويكتب، عن جعل سلوته في أكل عدة وجبات بينها ما تيسر من مكسرات وحلويات وغيرها.. ثم إنه يفترض بالعاقل القول: لا مرحبا بتسلية أو متعة ستجلب لجسدي وصحتي الضرر، واضعا أمامه حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي رواه الترمذي وغيره (ما ملأ ابنُ آدمَ وعاءً شرًّا من بطنِه حسْبُ ابنِ آدمَ أُكلاتٌ يُقمْنَ صلبَه فإن كان لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِه وثلثٌ لشرابِه وثلثٌ لنفسِه).

  

دورة تسمين منزلي؟

لا يختلف اثنان تقريبا على أن الجلوس في البيت بناء على إجراءات مواجهة تفشي فايروس كورونا هي وصفة لدورة تسمين منزلي بامتياز؛ حتى أنه قيل على سبيل التندر أن علينا إما نقل السرير إلى المطبخ، أو نقل الثلاجة إلى غرفة النوم، وذلك كناية ساخرة عن إقبال الناس على تناول الطعام في أوقاته المعتادة مضافا لها وجبات أخرى مع ما تيسر من (تسالي) حلوة أو مالحة. فهل نقوم بالوقاية والاحتراز من الفايروس الذي يجتاح العالم بحمل زائد من الشحم فوق أجسامنا، وما قد يسببه ذلك من أمراض أو (ترشيح) لإصابة بأمراض مختلفة؟ هل نتوقّى الوباء بأمراض أخرى؟ أين عقولنا، ولماذا نعجز عن كبح جماح شهوتنا إلى الطعام؟

 

رمضان قد يكون فرصة

أقل من أسبوعين ويهل هلال شهر رمضان المبارك، نسأل الله تعالى أن يهل علينا ونحن في خير حال وقد زالت هذه المحنة وانتهت إلى خير وسلام؛ وبرأيي أن شهر رمضان بعكس حاله السابق عند كثير منا، بالتفنن في إعداد أصناف الطعام والحلوى، وذلك بعدم تناول شيء بعد الإفطار والاكتفاء ببضع تمرات وشرب الماء على السحور فقط، وبما أن المساجد قد تظل مغلقة، فإن بوسع المرء أن يصلي ركعات بعدد أكثر في البيت، ويكسب إلى جانب الأجر والثواب فقدان ما أمكن من السعرات الحرارية، ويضع حدّا لدورات التسمين المنزلي، وبحيث تظل غرفة النوم بلا ثلاجة، ولا ينتقل السرير إلى المطبخ! اللهم خفف عنا وألهمنا طريق الرشاد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.