شعار قسم مدونات

محمد علي كلاي أسطورة في الملاكمة وقائدا خارجها

blogs محمد علي

أن تصنع من واقعك الأليم مستقبلاً واعداً وتكتب الأمل بحروف معاناتك أمور لا يستطيع فعلها إلا قلة القلة محمد علي كلاي نجم أضاء السماء العالمية بأداء مبهر ولكمات شبهت سرعتها بالإعصار ووقعها كالزلازل على محيا الخصوم، جدار كلاي انحنت له أعتى أساطير الفن النبيل لتكون المحصلة النهائية وجود العديد من أمهر ملاكمي العالم في قائمة الأفضل وهناك محمد علي كلاي اسم كتب بأحرف من ذهب ابتعد بمسافات طويلة عن البقية.

 

يناير 1942 كان شاهداً على ولادة أسطورة عالمية ومن المنشأ لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية نشأ محمد كلاي أو كما أسمته عائلته كاسيوس آنذاك نشأ وترعرع في عائلة متوسطة الدخل وكمعظم الأشخاص أصحاب البشرة السوداء لم يلقى محمد علي الاهتمام من المجتمع الأمريكي الذي كان وقتها يعاني من العنصرية التي كانت متفاقمة جداً في بعض الأحياء ولكن التأقلم وقوة الشخصية جعلت من كلاي يشق طريقه نحو أهدافه والتي تغيرت من درب الدراسة إلى الملاكمة والتي اكتشف موهبته فيها صدفةً إثر تعرضه لمحاولة سرقة والتي سارت به للتعرف على ضابط الشرطة جون مارتن الذي استقطب كاسيوس وتابعه بخطوات ثابتة في سن الثانية عشر حيث بدأ التدرب في صالة للألعاب الرياضية.

 

معاناة، فقر، معيشة ضنكا، أسباب تجعل من الفشل رفيقاً طيلة الأوقات ولكن أن تجعل من هذه الأمور حافزاً وتتخطاها بالفعل ليس بمعيشة مريحة فقط بل بنجومية بلغت أقصى درجات التألق

لم يكن غريباً تطور كلاي السريع حيث كان يتعلم بسرعة ويتدرب بشكل متواصل ليستفيد كلا الطرفين من مهارة كلاي والتي توجته لنيل لقب القفاز الذهبي للوزن الخفيف سنة 1956 لتكون هذه الحائزة حافزاً لمحمد علي لمواصلة تألقه حيث توهج في أولمبياد روما رفقة المنتخب الأمريكي للملاكمة والذي حصد ذهبتيه بعد إسقاطه للبولندي زبيغنيف بيترزكرفسكي ليلمع اسم كلاي في السماء العالمية بلكمات عرفت في وقتها بالأسرع والتي وصلت سرعتها إلى 900 كم ليتمكن بعد أربع سنوات من تتويجه الأولمبي من اعتلاء عرش فئة الوزن الثقيل على مستوى العالم تألق محمد علي كلاي.

 

لم يكن في حلبة الملاكمة فقط فقد كان شجاعاً في نزالاته خارج الحلبة حيث اصطدم بالحكومة الأمريكية ورفض الانضمام إلى الجيش الأمريكي والذي كان يخوض حرب فيتنام في ذلك الوقت ليسجن خمس سنوات كعقاب على رفضه خدمة بلاده أو كما ادانته الحكومة الأمريكية عقاب لم يكن عادلاً أو هكذا عبر محمد علي على رفضه لهذه العقوبة خمس سنوات عجاف غاب فيها كلاي عن أضواء الحلية ولكن لم يغب اسمه عن السماء العالمية ولم تنطفأ شموع المحبة في قلوب عاشقيه ليخرج بعدها محمد كلاي من أسوار السجون إلى أضواء النجومية من جديد وبمواجهة القرن ضد فريزر وسميت كذلك نظراً لعدم تعرض كلا الملاكمين لأي هزيمة طيلة مسيرتهما لتشتعل حرب التصريحات من كلا الطرفين.

 

كانت الأجواء مشحونة جداً والتنافس بلغ أشده لتكون نهايتها علو كعب كلاي وسقوط مدوي لفريزر انتصارات متتالية وتألق مستمر مكنه من استعادة اللقب العالمي أمام الوحش فورمان وبمسيرة أكثر من رائعة بستة وخمسين انتصاراً سبعة وثلاثين منها انتهت بالضربة القاضية انتهت مسيرة البطل والمدافع عن المسلمين بآرائه في درب النزالات ولكن استمر محمد علي في نشر المحبة عن طريق الأعمال الخيرية لتكون الصدمة أبكت الخصوم قبل المحبين محمد علي كلاي يتوقف عن ممارسة رياضته المفضلة بسبب إصابته بمرض الرعاش ليتأزم الوضع بعدها وتفاقمت الأوجاع لكلاي ولكن ما يعزي النفس هو مسيرة حافلة بالإبداع وثلاث ألقاب عالمية في ظرف عشرين سنة.

 

مسيرة خالدة وتألق استطاع به محمد علي كلاي من نقش اسمه بحروف من ذهب في قلوب المحبين قبل أن ينقش الاسم ذاته في قائمة الأفضل عبر التاريخ وبأرقام مذهلة حفظت في سجلات المدونين لتطوى صفحة كلاي إنسانياً في سنة 2016 بعد انتهاءها رياضياً قبلها بعديد السنوات لتبقى ذكراه خالدة على مر السنوات وفي محافل المشاهير علقت نجمة أضاءت جدران هوليود ليظل محمد كلاي أسطورة في عالم الفن النبيل وجدار مدافعاً عن آرائه خارجه.

 

معاناة، فقر، معيشة ضنكا، أسباب تجعل من الفشل رفيقاً طيلة الأوقات ولكن أن تجعل من هذه الأمور حافزاً وتتخطاها بالفعل ليس بمعيشة مريحة فقط بل بنجومية بلغت أقصى درجات التألق وظل صداها يتردد حتى بعد اعتزال حلبات النزال هو أمر ليس سهلاً إطلاقاً بل وترفع القبعات إجلالاً لمثل هذه الإرادة واحتراماً لرياضي استخدم شهرته لبناء جداراً يدافع به عن آرائه كمسلم ويتحدى به أخطاء حكومات كبرى في وقت سلك غيره طريق التملق بغية المنفعة والوصول إلى مصالحه الشخصية وهذا ما جعل من محمد علي كلاي رمزاً لرياضة الملاكمة وعلم يظل مرفرفاً في أوقات نكست فيه أعلام كانت بارزة في يوم ما.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.