شعار قسم مدونات

بدون يوسف القعيد!

blogs يوسف القعيد

كنت في ذلك الزمان الغريب الغابر، أحدث المنضمين إلى جلسة الناقد الكبير فاروق عبد القادر الأسبوعية في مقهى سوق الحميدية بوسط القاهرة، وكان أستاذنا فاروق يقدمني لأصدقائه: "بلال فضل صحفي شاب، والوحيد في العالم العربي الذي أكمل قراءة تسعة كتب ليوسف القعيد"، وكان الكل يتفق على أنه إنجاز مدهش، لم يحققه حتى جمال الغيطاني، صديق القعيد الأقرب، وكنت أقول للأستاذ فاروق إن ذنبي كشاب غِرّ في رقبة كثيرين من زملائه النقاد، الذين كنت كلما قرأت رواية للقعيد، بسبب إسباغهم الثناء عليها، أجدها رديئة أو "مطفيّة"، فألوم ذائقتي على فشلها، وأقرأ العمل التالي بعد أن أجد حفاوة نقدية مماثلة به، فتتكرر الصدمة وهكذا دواليك، حتى فاض بي الكيل، بعد أن قرأت له شيئا يُدعى (مرافعة البلبل في القفص)، فقررت ألا أتوقف فقط عن القراءة للقعيد، بل وأن أتوقف عن قراءة أي ناقد أشاد به من قبل، لألتزم بعد ذلك بالقاعدة التي كان يكررها العم فاروق رحمه الله: "لا تأكل البيضة الفاسدة حتى نهايتها لتتأكد أنها فاسدة".

 

للأمانة، لم تكن روايات القعيد تخلو من شخصيات جميلة أو أفكار لامعة كتلك التي التقطها الأستاذ محسن زايد وصنع منها فيلم (المواطن مصري) للأستاذ صلاح أبو سيف، لكن تلك الأفكار والشخصيات كانت تختنق في غياهب روايات القعيد، تحت ركام من الثرثرة والركاكة، وهو ما وجدت له تفسيرا في تلك الحكاية التي تُروى عن نجيب محفوظ أنه قال للقعيد حين حكى له فكرة رواية جديدة: "فكرة حلوة يا يوسف، شوف حد كويس يكتبها"، لا أدري هل كانت الحكاية تشنيعة أطلقها المتضررون من روايات القعيد، أم أنها خرجت بالفعل في "لحظة تجلي" من محفوظ، الذي كان القعيد من جلسائه "الملازقين"، والذين لو تأملت في تركيبات شخصياتهم وخلفياتهم الإنسانية، لازددت إيمانا بعبقرية نجيب محفوظ، الذي أحاط نفسه خصوصا بعد تقدم سنه، بتشكيلة متنوعة ومتناقضة من البشر، لكي لا يفقد صلته بالواقع المحيط بكل ما فيه من جمال ورداءة.

 

كنت في الحوار الوحيد الذي أجريته مع الأستاذ نجيب، والذي نشرته في صحيفة الدستور في فبراير 1998، قد سألته عن أضرار (جمعية المنتفعين بنجيب محفوظ)، وكان قد حكى لنا يومها عن خلافه مع اليونسكو، بسبب نشر (أصداء السيرة الذاتية) في ملحق (كتاب في جريدة) الذي يموله اليونسكو دون أن يتم استئذانه قبل النشر، وهو الخلاف الذي انتهى بعد أن زاره المشرف على المشروع في بيته بصحبة محمد سلماوي، واعتذر له وقال إنه طلب من بعض "أصدقاء" نجيب أن يستأذنوا منه، فأبلغوه بموافقته التي لم يكن لينشر بدونها، قلت للأستاذ نجيب إن هذا الموقف يثبت ضرر جمعية المنتفعين بنجيب محفوظ، خاصة أن بعضهم يبلغون بالنيابة عنك آراء للناس وكأنهم المتحدث الرسمي باسمك، سمعت أحدهم يقول لكاتب شاب إنك معجب جدا بعمله، وحين كنت أسألك عن قراءاتك منذ قليل وجدت أنك لم تسمع بهذا العمل أصلا، والله أعلم بما يقال على لسانك أيضا، فما رأيك في هذه الظاهرة؟ فصمت الأستاذ نجيب قليلا ثم قال: "طبعا ده شيء رديئ جدا"، ثم أضاف ساخرا: "بس لما يقولوا إن نجيب بيقول حلو أحسن ما يقولوا وحش".

 

يوسف القعيد ونجيب محفوظ (مواقع التواصل)
يوسف القعيد ونجيب محفوظ (مواقع التواصل)

بعدها بأسبوع تصادف أن التقيت بالأستاذ القعيد لأول مرة، حين اصطحبني أبي الذي لم تلده ستّي الفنان صلاح السعدني لسهرة في منزل السيدة شمس الأتربي رحمها الله، لأسعد هناك بلقاء الأستاذين رجاء النقاش وجمال الغيطاني اللذين كنت أحب العديد من كتبهما، وأختلف معهما في العديد من المواقف، وقد رأيت منذ تلك الليلة، وخلال سنين تلت من الصداقة، كيف يحترمان الاختلاف معهما، دون أن يؤثر ذلك على علاقاتهما الإنسانية بالآخرين، أو على الأقل كان هذا ما شهدته.
 
ليلتها لم يستطع القعيد إخفاء ضيقه من حواري مع محفوظ، خاصة أن أخي حمدي عبد الرحيم، المشرف على الصفحة الثقافية، جعل من سؤالي عن جمعية المنتفعين بنجيب محفوظ عنوانا رئيسيا للحوار، قال القعيد بجفاء إنه يشكك في كون نجيب محفوظ قد قال ما نشرته، فتمالكت غضبي احتراما للمكان والحضور، وقلت إن الحوار حضره شهود من بينهم الدكتور يحيى الرخاوي، وإنه يستطيع أن يسألهم عما سمعوه، وأضفت أن الأستاذ نجيب يرسل عادة ردودا إلى الصحف التي تنشر على لسانه ما لم يقله، ويمكن أن يتبنى بنفسه توصيل ذلك التكذيب إلى رئيس تحرير الدستور صديقه الأستاذ إبراهيم عيسى، فتدخل الأستاذ الغيطاني وقال بهدوء إن الموقف الذي ذكره الأستاذ نجيب في الحوار سيء جدا ويستحق الانتقاد طبعا، ثم تدخل عمنا رجاء النقاش لتغيير مجرى الحوار.

 

رأيت في ما جرى ليلتها تأكيدا على ما كنت أسمعه عن اختلاف الغيطاني عن القعيد إنسانيا، ولأضرب لك مثالا آخر على ذلك، أحيلك إلى شهادة قرأتها مؤخرا للكاتب إبراهيم عبد العزيز، عن عدم السماح له قديما في مجلة "المصور" بعمل حوار مع نجيب محفوظ، لكي لا يغضب القعيد الذي كان يحتكر تلك الحوارات بوصفه المحرر الثقافي لـ"المصور" وقتها، في حين كان الغيطاني برغم كونه الأقرب إلى نجيب، وصاحب واحد من أهم الكتب الحوارية التي أجريت معه، يشجع محرري صحيفة أخبار الأدب الشباب، على الحوار مع نجيب، ويصطحبهم بنفسه إلى جلساته، وهو فارق أظنه مهما في قراءة شخصيتي الصديقين اللدودين اللذين وضعهما البعض خطأ في منزلة واحدة، وأزعم أنني لست الوحيد ممن عرفوهما، الذي يرى أن الغيطاني يتفوق بكثير في الإنجاز الأدبي والخصال الإنسانية، وأيضا في طريقة التعبير عن مواقفه السياسية مهما اختلفت معها أو حتى كرهتها.

 

أذكر أنني حين أشرفت عام 99 على صفحة ثقافية في صحيفة (الجيل) الوليدة وقتها، أدرجت للنشر مقالا نقديا ساخرا للصديق الأديب د. فهمي عبد السلام، كان يحمل عنوان (بدون يوسف القعيد ذلك أفضل جدا)، وحين اعترض رئيس التحرير ياسر أيوب على العنوان، قلت إن المقال ليس موجها ضد شخص القعيد ووجوده الإنساني الذي أدعو له بالصحة وطول العمر، بل ضد النموذج الثقافي الذي يمثله، والذي يجعل أديبا متوسط الموهبة في أكثر التقديرات النقدية مجاملة، يحتل مكانة إعلامية أكبر بكثير من مستوى إبداعه، ويحظى بفرص للنشر يحلم بها كثير من الموهوبين الباحثين عن فرصة نشر، ولو كان ما يحظى به مرتبطا برضا القارئ عن أعماله وإقباله عليها مهما كان مستواها، لتفهمنا ذلك واعتبرناه مسنودا برضا الناس ومحبتهم، لأن أحكام الجودة والرداءة شخصية للغاية ومرتبطة بالأذواق والتفضيلات.

 

لم تكن روايات القعيد تخلو من شخصيات جميلة أو أفكار لامعة، لكن تلك الأفكار والشخصيات كانت تختنق في غياهب روايات القعيد، تحت ركام من الثرثرة والركاكة

ولذلك كنت ومازلت أرى أن إقبال الناس بكثافة على قراءة أعمال كاتب ما، أمر يستحق التحليل والدراسة، إلى جوار الهجوم والسخرية، أما حين تفشل أعمال الكاتب في الوصول إلى القارئ بشكل متكرر، ويتم تكويمها في المخازن، ومع ذلك تستمر طباعة ونشر أعماله في جهات النشر الحكومية والخاصة، بسبب موقعه الصحفي كمدير لتحرير مجلة "المصور" المرموقة، وهو موقع يتيح له علاقات وثيقة بالمسؤولين والأجهزة الحكومية والشخصيات العامة، ويجعل كثيرا من المسؤولين عن الصفحات الثقافية، يترددون في نشر مقالات نقدية تضع أعماله في مكانها الصحيح، تهيبا منهم لموقعه الصحفي، الذي كان يحرص على تأمينه من حين لآخر بكتابة مقالات نفاقية لأولي الحل والعقد في البلاد، في نفس الوقت الذي ينتقد في رواياته الانفتاح والتطبيع والأمركة والفساد ونهب المال العام، كأن من يمارس كل ذلك ويرعاه، أحد آخر غير حسني مبارك نائب السادات وخليفته والمتوسع في تطبيق سياساته، وحين وصلنا إلى هذه النقطة أسفر النقاش الطويل مع رئيس التحرير عن تعديل العنوان ليصبح (بدون روايات يوسف القعيد ذلك أفضل جدا).

 

لم أكن أعرف أن الظروف ستتيح لي بعدها بأشهر فرصة قصيرة للعمل في مجلة المصور، لأرى في الاجتماعات القليلة التي حضرتها في مجلس التحرير، إلى أي حد كان القعيد حريصاً على الاستمرار في منصبه، مما جعله يتجاهل الطريقة الفظة التي كان رئيس التحرير مكرم محمد أحمد يعامله بها على الملأ، أذكر أنني بعد أن قمت يوماً بتسليم موضوعات صفحات الفن التي كنت أحررها، فاجأني مكرم بالإشارة إلى الجالسين ومن بينهم القعيد والأستاذان عبد النور خليل وأحمد أبو كف وكلهم من قدامى الصحفيين، وقال بغضب: "إوعى في يوم من الأيام تخيب خيبة ال… دول"، واندهشت لأن القعيد بالذات لم يرد على الإهانة، وقد كان هناك أشكال كثيرة للرد لم تكن ستكلفه الكثير، أبسطها الانسحاب من المكان مثلاً، خاصة أنه لن يعدم مكانا ينشر فيه أو يعمل فيه، على أية حال لم أستمر في العمل في "المصور" طويلا، لأنني شعرت بروح عدائية في المكان، وصلت إلى حد تبديل أماكن فقرات في أحد موضوعاتي حين تم نشره، ولم أدرِ هل حدث ذلك لأنني قمت بالتوسع بعيدا عن صفحات الفن، وأجريت حوارين مع السيدة جيهان السادات والدكتور مصطفى خليل حققا ردود أفعال مهمة، أم لأنني حضرت ذلك الموقف الورطة، والذي كان واحدا من الأسباب التراكمية التي دفعتني لهجر العمل في الصحافة بعد ذلك بقليل.

 

ما عرفته وقتها من المطلعين على "بواضن الأمور" أن ما شهدته لم يكن فورة غضب مفاجئة، بل كان وجها متكررا لخلاف مشتعل في السر بين مكرم والقعيد، لأن الأخير كان طامحا بضراوة إلى منصب رئيس التحرير، وكان يسعى إليه باتصالات متعددة كانت تبلغ مكرم، كان الحديث وقتها متكررا عن اقتراب تغييرات واسعة تطيح بالحرس القديم من رؤساء التحرير، وتتيح الفرصة للصف التالي لهم من مدراء التحرير، لكن مهمة القعيد كانت أصعب من زملائه في مؤسسات أخرى، لأن مكرم كان أقرب إلى مبارك، فقد ظل يشارك في كتابة خطبه الرئاسية لسنوات، ومع ذلك لم يكف القعيد عن محاولة نيل رضا ولي النعم والتزلف العلني له، وكأنه ليس المسؤول الأول عن التطبيع مع الصهاينة وإفقار المصريين وفتح البلاد على البهلي للمستثمرين الأجانب، وسائر السياسات التي يحب القعيد أن يهجوها في كتبه.

 

لذلك لم أستغرب المعلقة التي كتبها يوسف القعيد، مؤخرا، في مديح الهذيان الذي يتفوه به عبد الفتاح السيسي في خطبه المرتجلة، حيث اعتبر في مقال تعيس نشرته "الأهرام" أن مقولة السيسي بأن "الناس شربت من العطش وشبعت من الجوع" هو نوع من البلاغة الجديدة، محاولا فلسفة الهذيان الرئاسي وتجميله، وهو أمر لن تستغربه لو كنت من قراء القعيد أو المطلعين على أرشيفه، فهو متعوِّد دائم على الانسحاق تجاه الخطابات الميري، ستجده مثلا يكتب في مجلة المصور بتاريخ 5 نوفمبر 1993 عن أحد خطابات مبارك قائلا: "أهمية الخطاب الثقافي الذي ألقاه الرئيس أنه يقدم مشروعا للحلم، ويحدد عناوين جديدة لطرق الروح وخريطة مغايرة لتضاريس القلب الإنساني، الخطاب يحاول أن يجمع فتات الضوء المتناثر حولنا ويشكل منه حلماً"، وهو كلام أزعم أن مبارك نفسه لو قرأه لرد عليه بصوت حلقي منغّم، في 24 سبتمبر 1999 يكتب القعيد عن مبارك: "هذا هو الرجل، شخصية قوية عقلية منظمة قدرة على التفكير في العمل، واقعي، منطقي، هادئ التفكير، إن الدرس الذي تعلمه منذ سنوات عمره الأولى أن الصدق أقصر طريق في التعامل بين الناس وأن الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين".

 

يوسف القعيد (مواقع التواصل)
يوسف القعيد (مواقع التواصل)

لكن "نقب يوسف القعيد طلع على شونة"، حين حل موعد خروجه على المعاش، قبل أن يبلغ حلمه برئاسة التحرير، فوضع همه بعد خروجه في القارئ الذي أمطره روايات وقصصا ومقالات وحوارات و"فين يوجعك"، لكن أعماله الجديدة لقت نفس مصير القديمة، فلم تحقق أي اهتمام أو انتشار، في حين استمر صعود أبناء جيله وتألقهم المستحق الذي جلب لهم قراء من الأجيال الجديدة المنضمين إلى دوائر القراءة التي أخذت في التوسع، وهنا ظهرت عليه فجأة أعراض المعارضة، فبدأ يدلي بتصريحات نارية أذكر من بينها حوارا مع الحسيني البجلاتي هاجم فيه المثقفين لأنهم "صاروا وردة في عروة جاكتة النظام".
 
ثم فاجأ الكثيرين بعد ذلك بكتابته الأسبوعية في صحيفة الدستور في عز معارضتها الشرسة لنظام مبارك، والتي وضع فيها خلاصة خبرته في الصحافة الثقافية بشكل أثار إعجاب الكثيرين، حتى المتضررين من رواياته مثل حالاتي، فشهدنا بتميز ما يكتبه، وظننا أنه يسعى لحسن الختام، بعد أن لم يعد يراهن على شيء سوى الكتابة المستقلة، لكنه صمم على تخييب تلك الآمال، حين اشترك في الزيارة المؤسفة التي قام بها عدد من المثقفين للقصر المباركي في سبتمبر 2010، والذين أحزنني تحديدا أن يكون من بينهم الأستاذان صلاح عيسى وخيري شلبي، ويومها لم يكتف القعيد بالحضور والاستماع، لنقول مثلا إنه خشي من تبعات الاعتذار عن حضور اللقاء، كما فعل الأستاذان بهاء طاهر وإبراهيم أصلان، فقد نسي كل هجومه السابق على المثقفين والوردة والجاكتة، وخرج من الحضرة الرئاسية متقافزا من برنامج تلفزيوني إلى مقال إلى برنامج آخر، مشيدا بصبر الرئيس وذكائه وشخصيته الفذة، وهو مديح تناساه بعد أشهر، حين أطاحت الثورة بحسني مبارك، ولم ينشغل كثيرون بتذكيره بذلك المديح، لأن غالبية الأجيال الشابة التي شاركت في الثورة، لم تكن في ظني قد ابتليت أصلا بقراءة رواياته، لكي تركز في مواقفه وتحولاته.

 

ولأن يوسف القعيد فلاح قراري يعلم أن التماوت والاستموات يطيلان العمر ويُبلغان الأمل، فقد نال بعض ما تمناه، حين قررت دولة الجنرالات أن تخرج من الصندرة بعض المثقفين من فئة "مثقف وطني أصيل ومهموم"، للإسهام في تعلية الحس الوطني الزاعق واستكمال الديكور المصاحب لانبعاث الزعيم الأوحد، فأصبح القعيد دون غيره عضوا معينا من السيسي بمجلس الشعب، ليعود في مقالاته بالأهرام، لهواية الغزل في الخطب الرئاسية واستخراج مواطن البلاغة فيها، لعله يؤدي شكر نعمة اختياره عضوا في البرلمان، الذي ظن البعض أنه سيستقيل منه بعد بيع جزيرتي تيران وصنافير، لكنه حين عبرت هوجة البيع بسلام، عاد للتغزل في السيسي وبلاغته وحكمته، لكن ذلك الانشغال بالبرلمان والمديح الرئاسي، مهما أثار استفزاز البعض وغضبهم، لا يجب أن ينسيهم رأفة الله بنا وبهم، لأن التزامات القعيد الجديدة شغلته عن التوسع في كتابة ونشر الروايات، وذلك أفضل جدا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.