شعار قسم مدونات

القزحيون ليسوا مني

blogs قوس قزح

قد أكون من مقدسي الحب.. بل ممن يرونه أعذب إحساس وأغرب شعور أنعمه الله على عباده.. فحتى تفسير حقيقي له هو شبه منعدم لحد الساعة.. وقد أرى في زواج الأرواح بعد عشق مؤكد قرار يثبت أحقية وصدق هذا الشعور (والعكس ليس صحيحا فليس كل متزوج عاشق).. ربما أيضا أكون ممن يدافعون عن المراهقين الصغار بعمر الزهور حديثة التفتح.. كتلك الصبية التي تفقد الكلام وتحمر وجنتيها خجلا لمجرد أن صديقها في القسم يقوم بطرح فكرة أو شيء من هذا القبيل فتجادبهم هو طبيعة بشرية.

يراني العديد متسامحة ودودة حساسة أو ربما وردية الفكر إذ أن أغلب تدويناتي غارقة في بحر التسامح متنافية تماما مع الانتقام وخير نصائحي ترك الخلق للخالق مهما بلغت أذيته لك كما هو الحال في مدونة "عن كل فاعل ومفعول به".. لكنني منذ ثلاثة أيام أحاول استيعاب نفسي هل أنا تلك حقا؟ هل ذاك منظوري الحقيقي للحياة؟ ربما أنت الذي تقرأ الآن تتساءل عن سبب هذا الشك الذي انتابني فجأة وأحدث داخلي صراعا لن يهدأ إلا بقذف اعتراف من داخلي.. قد يغير نظرتكم لي بمجرد الإفصاح عنه.. سأختصره في "القزحيين ليسوا مني " مهما بلغ الحديث عنهم مهما تسامح العالم معهم فأنا لا أقبلهم أكثر من مرضى بخلل هرموني شتت طبيعتهم الجسدية والحسية والبسيكولوجية، فمثلما أجد في البيدوفيليا مرض فانا أجد في المثلية مرض مثلما لا أتقبل حبا أو تجادب بين تسعيني وطفل فأنا لا أقبل حبا يجمع فتاة بفتاة أو رجل برجل.

إذ كان الحب يجمع الأنثى والذكر في خلق الله ففي ذلك حكمة واضحة ملموسة وهي الزواج من أجل التكاثر والتوالد وصنع أجيال أخرى.. لكن الزواج من نفس الجنس ما الحكمة منه! ما هدف طبيعته المزورة.. ليس سوى انقراض للبشرية

إن تغيرت غريزة الرجل من ناحية المرأة وانحرفت عن مسارها غريزته إلى أي كان فذاك مرض.. وإن قبلت بالمثلية كطبيعة جديدة فهو اعتراف ضمني بوجود غريزة جنسية بين المرأة وشبيهتها وهذا سيجعلني ظالمة إذ لم أعترف بغريزة الحي تجاه جثة ميتة وآخر غريزته تجاه حيوان مثلا..  وأخر يحب الدمى.. أهذه ما يسمونها بالديمقراطية؟

كل تغير في الطبيعة هو خارج عن الطبيعة أي عاهة بكل اختصار.. والعاهة تحتاج للعلاج وليس للتفهم وترك الأمور كما هي عليه.. إذ كان الحب يجمع الأنثى والذكر في خلق الله ففي ذلك حكمة واضحة ملموسة وهي الزواج من أجل التكاثر والتوالد وصنع أجيال أخرى.. لكن الزواج من نفس الجنس ما الحكمة منه! ما هدف طبيعته المزورة.. ليس سوى انقراض للبشرية..

ذكر يقبل ذكرا آخرا في الشارع لن يهديني صورة مرضية في داخلي ولن تلمع عيناي من مشهدهم ذاك فمجرد تخيل السيناريو يقلب معدتي ولن أجد تعبيرا أخرا غير "التقزز" حبهم هذا الذي صفق له العالم ووقف له إجلالا واحتراما واصفينه بالحرية الشخصية هو خنجر غرس في حريتي أيضا..  ظلمني لأنه ببساطة يضرب قصص طفولتي من سندريلا وأميرها وفلة ومنقذها عرض الحائط بل انتهك طبيعتي الأنثوية أيضا أوليست الحرية تنتهي عند التطفل على حرية الآخر..

وأتساءل إلى أين يبحر هذا العالم وماذا يخبئ المستقبل القريب وكيف ستكون قصص صغارنا غدا؟ هل علي أن ألقن طفلي المستقبلي قصة الأمير الذي ترك فتاة تعشقه لأنه يحب أميرا في الضفة الأخرى؟ هل علي تزوير الطبيعة وأن أصف مرض المثلية كأنه درس في البيولوجيا مثلا وأن أتناسى كل ما درسته عن التزاوج عند الإنسان الطبيعي…!!

وما ذنب قوس قزح هل سأتجاهل رسمه لأن العالم لطخ سمعته.. فبعدما كان شروقا خافتا للشمس بعد يوم ممطر أصبح رمزا خاصا بالمثليين.. وربما قد أحب فستانا بألوان الطيف المشرقة في يوم ما لكنني لن أرتديه حتى لا أصنف في خانتهم..  قد يكون للحرية حدود أيضا.. لن نتدخل في أحاسيسهم التي تخرج عن نطاق قدرات التحكم فيها.. لكن السماح بزواجهم هو تلطيخ للعقد في حد ذاته وتطفل على قيمته الحقيقية.

فقط ليعذرني الرب إذ كنت على خطأ وليغفر لي نرجسيتي تجاه خاصيتي البشرية.. فأنا لا أعلم خبايا الدنيا لكنني أنانية في احترام ما وجدت عليه.. أنانية في التشبث بضاية عشت فيها وأنانية في وصف الحب أيضا ولن تجبرني قوة العالم يوما على وصف شعورهم ذاك بحب وعشق نقي صاف.. العشق خلق ليجمع رجلا بامرأة وغير هذا فهو تشوه خلقي وسيثبته العلم يوما.. اعذروني فلستم مني.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.