شعار قسم مدونات

زيف.. هذا زمنك

blogs - zeef
قل للقاتل الذي يسند ظهره بكيان يحميه.. هنيئًا لك هذا السند!
قل له.. لا عليك فدماؤنا لا تعدو كونها صبغة، ورقابنا ليست أكثر كرامة من رقاب الشياه! وتفحم الرجولة.. لا رماد بعده!
قل له.. عد إلى وطنك الوهم كبطل.. ولا تنس أن تأخذ موعدًا مع حبيبتك لتشرب معها نخب الدم المسفوك..
قل له.. احتفِ بنصرك مع قائدك الذي انتشلك بكفه وربَتَ على كتفك..
الوجع لن يبرأ.. مادام الضماد بيد أخيك.. وبيده الأخرى السوط يجلدك فيه!

أيها الصامتون على حدّ الغضب.. تحسسوا رقابكم.. تأكدوا من حناجركم.. فهل ما زلتم قادرين على الصراخ..؟
أيها الصامتون.. انثروا رمل الوطن على جباهكم المعفرة بالذنب لعلها تنتصب وتنتقم!
حين يتكسر الغضب على أعتاب الصمت فإن ناره تحرق الروح!
"زيف".. لقد أيقظتنا من غفوتنا لنتحسس آثار الصفعات المتتالية.. ولتشتعل الدماء في العروق صاخبة..
وليكن الصمت عارًا؛ عندما تقطف ورود بلادنا فيتساقط عطرها دمًا!
يطعنونك.. ثم يصفعونك على المؤخرة لتركض صوب حتفك، ويطالبونك أن تمسح دمك بكفك! يطالبونك بدفع ثمن السكين!

ما بال مدينتنا قد داست شهدائها ورفعت أراذلها.. ما بال مدينتنا قد عرّت جسدها وكشفت سترها؟ ما بالها استسلمت لمن حلّ ظفائرها ومرّغ جبهتها في الوحل؟
في هذا الوقت بالذات أخاف على مدينتي.. وقد لوّنها العجز والصمت وصدقت أنها بلا أقدام تستطيع الوقوف عليها وحتى بلا لسان!
لم يكن ذلاً! لم يكن مهانة!

ما حدث أكبر من ذلك!
أن ترى الجبان يغادرك أمام عينيك ودمك في رقبته! فهذا عين القهر!
إلى متى سنبقى نتجرع السُّم باسم الواقع المفروض علينا؟
بأي عذر سنظل نتلقى الصفعة وراء الصفعة بحجة معاهدة الاستسلام والركوع؟
وهل للتمادي في الانبطاح عذر؟
وهل للانكسار والهزيمة اسم آخر؟
أما آن للصمت أن ينجلي؟
أما آن للجرح أن يلتئم؟
يالعارنا..
يالعجزنا.. ونحن نجامل على حساب دمنا!!

undefined

"زيف" هذا زمنك.. لكنه لن يطول..

هذا زمنك.. فارفع رأسك.. فإنه يحق لك ذلك.. مادمت تعود وتُستقبل استقبال الأبطال فأنت تمثل دولة إسرائيل..
هذا زمنك.. أما زمننا فحزين من غير دمع! وحارق ويطول البرء!
أرضنا بور رغم خصبها.. وقلوبنا باردة رغم نبضها..
لكن زمنك لن يطول! والزمن القادم لنا.. نكتبه بحروف من يقين!

"زيف" كشفت عن تعفن جرحنا.. وتركت ضمائرنا مكشوفة الأستار.. وظهورنا معراة!
لكننا سنعرف كيف نلملم أشلاءنا وكيف نجمع الضحكات عن صدر الغيم..
وبالصبر سنطوق أحلامنا الدامعة لتزهر وردًا ننثره على رؤوس الفاتحين..
يا"زيف" إننا نعرف وجه عدونا جيدًا، نعرف ملامحه وعدد رصاصاته المزروعة في صدورنا.. فذاكراتنا لا تخطئ.. ورصاصك لن يرسم غدنا!
غدنا ترسمه تكبيرة الفتح..
فالحق لا يُلجم برصاصة! والطريق إلى القدس مزروع بعطر الدم.. والسوط لن يصنع عبدًا إلا إذا أراد ذلك!

"زيف" لن تهنأ.. فأرضنا خصبة ودماؤنا ستعكر صفوكم.. سيقتلك الضمأ؛ لأن السماء ليست سماءك.. ستلفظك الأرض فهي تعرف أبناءها..
لا يغرنك ما حدث.. فعواصمنا وإن غرقت في سباتها إلا أن العاديات يقدحن الشرر!
والأرض عطشى غير أنها خصبة.. وهي على يقين بزهر يتبرعم..
لن تتكرر الحكاية!

لم تنته الحكاية.. فالموريات قدحًا.. قدحهم لا يكذب ونارهم لا تتأرجح بين عتمة ونور فنارهم نور لن ينطفئ.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.