شعار قسم مدونات

سنصدّع رؤوسهم بالإصلاح!

blogs مكتب عمل
فعلا، إننا نحتاج إلى علاجٍ شافٍ من الأمراض الإدارية التي نخرت ومازالت تنخر عظام كثير من مؤسساتنا المكلومة، حيث وصلت إلى حد الترهل والهلهلة، فمن هذه الأمراض الإدارية على سبيل المثال اغتصاب صلاحيات الآخرين وعدم احترام التراتبية الإدارية في العمل المؤسساتي بشكل مقصود وبغرض الإساءة.

أقل ما يمكن وصفه تجاه ذلك المرض الإداري الخطير هو أنها تعتبر جريمة مكتملة الأركان، ويحاسب مرتكبها قولا واحدا، وخاصة إن كانت من أبجديات العمل الإداري السليم وأيضا خاصة إن كان مرتكبها يدرك ما يفعله من تجاوزات متعمدة.

كثير من الروايات المُهرّبة التي تصل إلى أذهان العاملين في المؤسسات، لا تكون هي ذاتها التي تدور من خلف الكواليس، لكن المتنفذين يتجرّأون إلى حد الوقاحة على ارتكاب مثل تلك السلوكيات، بل وارتكاب الأعطل منها أيضا، في سبيل تحقيق ما يصبون له حتى لو كان ذلك بكل الطرق الالتفافية.

ما يجعلك دائما مرتاح النفس والضمير هو عدالة قضيتك التي تدعو الناس إليها، وتنادي بهم للركوب معك في ذات المركب، فمنهم من يعقل ويفهم ومنهم من يعاند ويرفض، ولكنك في نهاية المطاف تكون قد أعذرت أمرك أمام الله، لذا فإنه يتوجب ألا تنتصر لنفسك مطلقا على حساب الآخرين، بل استعمل ما في يدك من أوراق قوة، لا تستهدف الأشخاص لأجل شخوصهم وإنما فنّد ممارساتهم وسلوكياتهم وتجاوزاتهم الخطيرة التي تهدد بقاء المؤسسة على طريقها المستقيم.

كثيرون هم العاملون الذين يمتلكون قلوبا نظيفة طاهرة وبعيدة عن الآلام تلك، ولكن حينما تمتزج هذه القلوب الطاهرة بأفكار واعية وذهن نابغ وعقول راقية وفكر مستنير فسيصبح العاملون إياهم في أعلى درجات الرقي الفكري والاستنارة الدائمة التي من شأنها الارتقاء أكثر بالعمل الإداري والإصلاحي والتطويري.

من هذه الأمراض الإدارية على سبيل المثال اغتصاب صلاحيات الآخرين وعدم احترام التراتبية الإدارية في العمل المؤسساتي بشكل مقصود وبغرض الإساءة.

ماذا لو استيقظنا يوما ما من نومنا ووجدنا مؤسساتنا التي نحلم بالارتقاء بها وجدناها في مواقع متقدمة مقارنة بالمؤسسات الأخرى؟ ما هو الشعور الذي سيختلج في صدورنا؟ بكل تأكيد سيكون شعور لا يوصف من النجاح والتقدم والراحة النفسية والإدارية ذلك لأنك تسعى إلى تطوير مؤسستك والارتقاء بأدائها وتحسين جودة مخرجاتها.

لطالما نادينا ومازلنا ننادي ولن نتعب ونحن نبث الأمل في نفوس العاملين في مؤسساتنا بالتغيير نحو الأفضل وليس إلى الوراء، كما وأننا ننادي ليس لتصدير أشخاص بعينهم أو من أجل عيونهم، وإنما من أجل تصدير عمل إداري مؤسساتي متكامل يحفظ علينا قوتنا ومنعتنا وإيماننا بأهمية العمل في إطاراته العلمية المعلومة.

لازالت الفرصة سانحة أمامنا من أجل إنقاذ واقع كثير من المؤسسات التي تعاني من تلك الأمراض الإدارية الخطيرة التي تحدثنا عنها في مقدمة هذا المقال، أمامنا طريق طويل نحو العمل والأمل والبناء والتعالي على الجراح من أجل ترسيخ مؤسسات قوية تدعم التنمية في كافة الاتجاهات والمجالات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.