الشغف والقوة، ممتلكان ينطفئان بتدريج الفجأة! دون حسبان أو مقدمات، حتى نبيت على وساداتنا نشعر أننا فقدنا الحياة، حلاوتها ومتعتها، وأننا نتابعها دون أي وجه حماس.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يا بنات! أنتنّ مخلوقاتٌ لتحلمن، وتصلن، وتعِشن، وتُحَقّقْن، وتتحقّقن، وتتعرفن على وجوه الحياة بأنواعها وأشكالها الملوّنة، أن تمارسن الحياة بتمام مراحلها، فلا تلفظْن أكسجين رئاتكن، ولا تطفئن وجوه النور.
حياتك وظروف العيش الكريمة وهامتك المرفوعة، والعناصر المكتملة؛ هي حقوقك الطبيعية التي لا يُقبل أن تتنازلَ عنها، فليس ذلك من التأقلم، وإن أي تنازل هو متبوع تلقائياً بتنازل.
إذا تكرر الخطأ ذاته فهنا يصبح وسيلة لهدم العمر.. ويحك! أتحرق عمرك وهو أغلى الذي أوتيته! ثم تحكم على نفسك بأن تعيش حياتك لا تجيد إلا عض أصابع الندم.
برتُ، وتأكدتُ أكثر أنني لست بحاجة لتبرير نواياي لأحد، لأن اطلاع الله على صدورنا الصغيرة وعلمه بحقيقة نوايانا يكفي، فلم أعد مهتمة بما سيفهمه فلان، أو سيفسره علّان.
علمتُ أن الأمر أكبر بكثير من حرف “د.” قبل الاسم، إنها المسؤولية الضخمة التي ترثها بمجرد تخرجّك من هذه الكلية، أو بمجرد دخولك إليها حتى.
هذه الغربة التي نجدنا قد اغتربناها فجأة وعلى غيرِ حسبان، وباشرنا تِباعا في الفقد، فقد أشيائنا الجميلة، فقد ناسنا الطيبين، شغفنا الأول، تألقنا الذي تعودناه أو فقدِنا نحن!
التجاربَ التي يمر بها الإنسان هي من حُسنِ حظّه في حياتِه، ومن أقداره العظيمة التي تحدثُ له أن يمرّ بمطباتٍ تستخرجُ منه أعظم ما فيهِ إلى هذا العالم.
لقد فقدنا فكرة الحياة بطبيعتها وبراءتها، وسيطر علينا إدمان الإنترنت، علينا فعلاً أن نستردّ أنفسنا منه وبسرعة، وهذه العملية لا تحتاج أكثر من قوة شخصية، وقرار وتدرّج وانتظام، وقيادة.
إنني غير مضطرة للتظاهر أنني بخير حينما أكون غير ذلك…وغير مضطرة لأن أقول أني جيّدة في الوقت الذي لا أكون، لا لستُ جيدة، ولستُ بخير، وحزينة…وأريد حقّ حزني في الوقت.