إذا افترضنا أن هُناك من يرصد دماغي الآن بحيث يستطيع أن يرى كل التفاعلات المادية التي تجري داخله، فإن ما يرصده سيكون شيئا مختلفا نوعيا عن الأفكار التي أفكر فيها.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لا يُمكننا الوصول إلى الأفكار السابقة عندما نستخدم كلمات ومفاهيم جديدة. تماما مثلما أننا لا نستطيع أن نفكِّر فيما يُوجد في أذهان البشر قبل ظهور اللغة والكلمات.
كون العقل هو سمة أصيلة بالإنسان، يكتسب الشك بالعقل أهميته وخطورته. وكونه كذلك لا يمنع أن الشك بالعقل قد يكون واقعة حقيقة بنفس إنسان محدد صادف هذه الفكرة أو الشعور.
نفي الدين ونفي الله من التصور الإنساني للوجود، والذي قد يبدو كتعبير عن حرية واستقلال الإنسان، يؤدي إلى نفي الحرية والإرادة والوعي نفسه، والمركزية الجزئية التي يمنحها التصور الديني للإنسان.
“الوجود المطلق” هو الوعي الخالي من أي شيء عدا نفسه، الذي يتبقى إذا اختفى العالم بكل ما فيه، فإننا سنحصل على وعينا الفارغ من كل شيء، و هو مركزية الإنسان.
الإنسان يُوجد في مجتمع تحكمه العديد من الأنظمة والهياكل أو البُنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمعرفية، وحرية الإنسان في هذا المستوى تتحدد انطلاقا من هذه الهياكل القائمة خارج الإنسان
الوعي هو نقيض للوجود، يدرك نفسه بالتناقُض مع كل شيء، ويكون حُرا بقدر ما يقف بمعزل عن كل شيء آخر، ولكي توجد الحُرية، يجب أن يكون الوعي شيئا قائما بذاته.
يطرح المقال نقداً لاستخدام مبدأ السببية الذي ينص على أن “هُناك سبب أو علة وراء كل حدث في الوجود”، في حُجج إثبات “وجود الله”، حيث يعتبره البعض مبدأ شاملا!
أمام الأسئلة الأخلاقية المعقدة يقف الإنسان في موقف أشبه بالمقامرة، فهو في الحالتين في حالة التفكير وفي حالة الانخراط الفعلي في الواقع، يقوم بنفس الشيء، يذهب نحو المجهول
الإنسان لا يكفيه أن يُوجد وحسب، فالوجود لا يعني الحياة، بل عليه أن يكافح من أجل أن يبقى وأن يحقق غايات أُخرى. عليه أن يحافظ على حياته بنفسه