لم يكن يوم ٥ يونيو/حزيران ٢٠١٧ يوما عاديا في تاريخ الخليج العربي، ذلك أنه مثّل زلزالا سياسيا واجتماعيا، ودقّ المسمار الأخير في نعش النظام العربي الرسمي بافتعال الأزمة الخليجية.

ناشط سياسي وحقوقي
لم يكن يوم ٥ يونيو/حزيران ٢٠١٧ يوما عاديا في تاريخ الخليج العربي، ذلك أنه مثّل زلزالا سياسيا واجتماعيا، ودقّ المسمار الأخير في نعش النظام العربي الرسمي بافتعال الأزمة الخليجية.
يعيش الوطن العربي اليوم فترة حرجة في تقييمه لتاريخه الحديث بعد مئة عام من وعد بلفور المشؤوم، الذي مثّل في شعور الأمة العربية والإسلامية أكبر تحدٍّ حضاري ووجودي للضمير العربي.
عرف العالم العربي تحولا معرفيا وأخلاقيا غيّر موازين بنيته الثقافية، كما تغيرت فيه المفاهيم والقيم، وبات معيار التعامل الإنساني ينبني على جملة من الخصائص التي أثرت على علاقاتنا الإنسانية والدولية.
كان قرار حصار قطر خطيرا في أبعاده السياسية والأيديولوجية والاجتماعية، في سابقة خطيرة سجلتها دول المنطقة في إقليمها المتوتر أصلا، مما جعل الأزمة الخليجية أعمق من كونها اختلاف وجهات نظر.