تدفع الأحداث المتسارعة في سيناء إلى تصاعد الحالة “الجهادية” وتكثيف عملياتها، إلا أن ثمة تطورا نوعيا وفارقا في مسيرة تلك الحالة الجديدة بمصر عقب انطلاقها من إطارها المحلي إلى الإقليمي.
مصطفى زهران
مصطفى زهران
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تدفع المعطيات الحادثة في المشهد المصري إلى أن هناك تحولات وتغيرات تشمل البنى الراديكالية التي تنطلق من أيديولوجية الجهاد كعقيدة لمحاربة ما تصفه أدبياتها بـ”الطاغوت”، أي النظام والسلطة القائمتان.
كثيرة هي المتغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة بعد التحولات السياسية التي عرفتها البلاد السنة الماضية، وقد طال المشهدَ الديني نصيب وافر من هذه التحولات.
تبدو مواقف قوى الإسلام السياسي في مصر إزاء العدوان الأخير على قطاع غزة، مغايرة تماما لمواقف تلك القوى والمؤسسات خلال العدوان الذي تعرضت له غزة في العام 2002.
جاء تنصيب السيسي ليفرض متغيرات على خريطة المشهد السياسي الإسلامي، في ظل اتجاه الإخوان نحو تصعيد حراكهم المعارض للسلطة الجديدة، وتراجع حضور حزب النور رسميا وشعبيا.
هذا المقال يحاول رصد تحولات الصوفية في المشهد المصري وماهية علاقاتها مع قوى الإسلام السياسي، ومع المؤسسة العسكرية، كما يسعى لاستشراف المستقبل الذي تنتظره الصوفية على المسارين الدعوي والسياسي؟
دفعت التحولات السريعة والمتغيرات المتلاحقة، عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، بالتيار السلفي المصري إلى واجهة التداول الإعلامي والسياسي، تقييما ومراجعة لمختلف مواقف وسياسات هذا التيار.
يتزايد الجدل وتتباين الآراء في الآونة الأخيرة حول تنامي ظاهرة “الإسلام الجهادي” في المشهدين السياسي والديني في مصر بعد انقطاعها عقودا، فيما يعتبر انعكاسا مباشرا لأحداث الثالث من يوليو/تموز الماضي.