تعيش التجربة الثورية التونسية على إيقاع الموعد الانتخابي الأبرز، أي الانتخابات البلدية القادمة التي حام شك كبير حول انعقادها، ولا تزال تشكل محور التجاذب بين القوى التي أفرزها المسار الثوري.
محمد هنيد
أكاديمي وباحث تونسي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يكشف المشهد المصري اليوم خاصية تاريخية تتعلق بطبيعة الممارسة السياسية في هرم السلطة، وتتمثل في تشنج ردود أفعال النظام السياسي ومسارعته لتصفية خصومه السياسيين، وإخراجهم من المشهد بكل الوسائل المتاحة.
مثلت التحركات السياسية الخارجية لدولة الإمارات مؤخرا مظهرا لافتا، يسمح باستقراء مشهد شديد الخصوصية في تعامل السياسة الخارجية العربية الرسمية مع القضايا الإقليمية، وفي صياغتها لواقع الفوضى الذي نعيشه الآن.
لا تظهر الأهمية المعرفية لما حدث باليونسكو مؤخرا في نتيجة انتخابات مديرها العام أو في جنسية الفائز فحسب؛ بل تتحدد أساسا بالدروس الكبيرة التي تعلمتها الجماهير العربية من “موقعة اليونيسكو”.
لا يمثل حصار قطر غير إعلان رسمي بأن المنطقة العربية مقبلة على تحولات كبيرة ستُكشف أدق تفاصيلها قريبا. وبناء عليه؛ فإنه من الخلل المنهجي فصل الأزمة عما سبقها من تفاعلات.
تنفرد الانتخابات الرئاسية الفرنسية -التي ستجرى دورتها الأولى في 23 أبريل/نيسان الجاري- بخاصية أساسية، وهي انعدام القطبية الحادة التي ميزتها خلال مختلف مراحلها، وذلك لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة.
مع اقتراب موعد الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل/نيسان القادم لتحدد الرئيس الحادي عشر للجمهورية الخامسة؛ يعود إلى السطح الاستفهام الكبير حول دور الجالية العربية والمسلمة في هذه الانتخابات.
مثّلت ثورات الشعوب العربية الأخيرة فرصة نادرة لقراءة كثير من القناعات الفكرية لدى “النخب العربية” التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالنظام الاستبدادي، سواء في التحامها به أو في ادعائها معارضَتَه.
لا أحد ينكر أن الخليج مقبل على تحولات جذرية بدأت طلائعها تتشكل منذ العشرية الأخيرة للقرن المنصرم، لكنه بقي خلال منتصف القرن الماضي وبداية هذا القرن بمنأى عن الهزات العنيفة.
الفساد واحد من أضخم الحدائق الخلفية للاستبداد وللإرهاب معا، وهو الدعامة التي تأسست عليها كل الأنظمة التسلطية المتخلفة خاصة منها تلك الواقعة تحت الفعل المباشر للاستعمار في شكله الجديد المُعولم.