وقفت غزة مثل فتى الأخدود وأصحابه، باذلة أرواحها في وجه طغاة البشرية. هذا الموقف وحده عنوان انتصار كبير، وإنه لمقام لا يدركه إلا الأقلون. هؤلاء الذين سطروا في التاريخ أن الحق يعلو وينبغي أن يعلو ويرفع.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تصدع رؤوسنا من حين لآخر، في تزامن “غريب” مع حراكات الأمة المطالبة بحريتها والساعية لأخذ زمام أمرها بيدها، نداءات تبدو واثقة من أحقيتها في “تعليم” الآخر و”تحضيره” و”تنويره”..
عنوان هذا المقال مستوحى من مقال لروني براومان أحد أعمدة “أطباء بلا حدود”، كتبه في صحيفة ليبيراسيون عام 1993، تحت عنوان: “العمل الإنساني، الاسم الحديث للجبن”.
واحدة من مآزق الفكر الأخلاقي الغربي هي الوثوقية التي يتأسس عليها؛ وهي وثوقية جعلته يعتبر -منذ ما قبل تأسيس العمل الإنساني بشكله الحديث- مصدر الخيرية والإنسانية والحضارة للعالم.
المرأة بعاطفتها الإنسانية العظيمة، وحرصها الكبير على الخير، تظل منبع عطاء ثري، ومصدر خيرية لا ينبض، ومظنة مواقف قوية..
تقع عبر تاريخ الإنسانية مآس وجرائم إبادة، ولئن كان من العته توقع نهايتها، فإن الأمل أن يكون لكل جريمة مترصد بالفضح، إذ لولا ما تيسر من ضوء الشهادات ووسائل الإعلام التي كشفت عنها، لبقيت طي الكتمان..
من استراتيجيات كثير من السارقين، أن يحدثوا جلبة بمكان بعيد عن محل السرقة، تتوجه الأنظار للجلبة، ليواصل السارقون عملهم، في كثير مما يقال اليوم، وإن كان ظاهره الصواب، عناصر جريمة سرقة مكتملة الأركان..
الإنسانية في الإنسان فطرة، وفيما بلغنا من آثار، مشاهد إنسانية فريدة منها ما حكم الوحي أنه كان مفتاحا للجنة.
كنهر متدفق يحل رمضان على البشرية كل عام، عاملنا الله تعالى بفضله وكرمه وإحسانه..
كشفت غزة سوءاتنا، يوم أكلنا جميعا من شجرة الذل المنهي عنها، ولا ورق نخصف به على عورتنا. كشفت القريب قبل الغريب..