الفعاليات الجماهيرية في أوروبا لدعم فلسطين خلال حرب الإبادة الجارية في غزة تكشف عن زخم شعبي قوي، لكنه يواجه تحديات كبيرة في تحويل هذا التأثير إلى تغييرات سياسية ملموسة.
حسام شاكر
باحث ومؤلف واستشاري إعلامي، متخصِّص في الشؤون الأوروبية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
لا تنقطع الاكتشافات الرمزية التي يجود بها تدقيق النظر بخيام المعتصمين المنصوبة في الفضاءات الجامعية. تظهر على بعضها مثلًا أسماء مناطق في غزة تعبيرًا عن الالتحام الوجداني بالأهالي الذين يطاردهم القصف.
مذبحة المطبخ العالمي نتيجة منطقية للسماح الدولي بعلوّ منسوب التوحّش في سلوك قيادة الحرب وجيشها فالإقدام على إعدام هذا الفريق لا ينفكّ عن حفلة قتل متواصلة أجهزت على المئات من موظفي الوكالات الإنسانية.
كثيفة هي المواد المصوّرة التي يصرّ جيش الاحتلال على حجبها؛ لأنها لا تخدم روايته الدعائية، ومما يعزِّز هذا الاستنتاج المشاهد التي تتمكّن المقاومة من تفريغها من ذاكرة مسيّرات الاحتلال بعد إسقاطها.
ينبغي إقامة “دولة فلسطينية قابلة للحياة، ومتواصلة جغرافياً، تعيش بأمن وسلام بجانب إسرائيل”. إنها المقولة التي تبنّتها “الرباعية” الدولية بمقتضى “حلّ الدولتين”؛ لكنّ الوعود انقشعت بسلوك أوروبي يتحاشى المصارحة بالحقيقة.
إن قرّرت قيادة الاحتلال الإسرائيلي خوض “نكبة” جديدة ضد الفلسطينيين، فإنها ستحتاج لأيديولوجيا تحفِّزها ودعاية تبرِّرها. سترتكز ذرائع حملة التطهير العرقي الجديدة في فلسطين على فكرة “استحالة” تطبيق مشروع “الدولتين”.
تلافت السويد اكتساحا جارفا كاد اليمين المتطرف الصاعد أن يحرزه، لكن تقاليدها السياسية انقلبت رأسا على عقب في سنوات معدودات؛ فقد كشفت انتخاباتها “اضمحلالا” لأحزابها الجماهيرية التقليدية.
انقشعت الابتسامات العريضة والمصافحات الدافئة التي افترشت صحف العالم بعد سنوات مضنية من المفاوضات الشاقة؛ فقد قرّر دونالد ترامب طيّ الصفحة والتنصّل من اتفاق “خمسة زائد واحد” بشأن النووي الإيراني.
رسم الناخبون الإيطاليون ملامح مرحلة سياسية جديدة ببلادهم لن تنهض معها حكومة قوية أو ائتلاف متماسك، وسيتعيّن التحلي بصبر مديد حتى تشكيل حكومة جديدة لا أنظمة تشترط مهلة محددة لها.
عندما سيطر الجيش على الحكم بمصر 2013؛ واكبت محطات إسرائيلية الحدث من الميدان. وفوجئ المتابعون يومها بشابة مصرية تتحدث للإسرائيليين بحفاوة عن أهمية الحدث، مما أوحى بتدشين تقارب مصري/إسرائيلي حميم.