أثّرت السياسة في الأدب والشعر خلال العصر الأموي تأثيرا كبيرا، وقد رأينا آثارها في ما وصل إلينا من دواوين وأشعار وخطب، وما اتسمت به من ظواهر أدبية وفنية.
إيناس محروس بوبس
دكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
نجد في طيات دواوين أشهر الشعراء في صدر الإسلام أمثال حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كثيرا من الدقائق والتفاصيل التي غاب ذكرها عن سواها من الكتب والمراجع.
الشعر يلتقي مع التاريخ الذي يمثل أيام الناس وأخبارهم وعلومهم في المعنى والغاية، فالشعر العربي وثيقة من الوثائق التاريخية المهمة التي حفظت التحولات الفكرية والحضارية والسياسية والاقتصادية للقبائل.
في تفاصيل الحياة اليومية تتجلى ألطاف الله الخفيّة فندرك بعضها ونعجز عن إدراك كثير منها، يعتاد الإنسان بطبعه معيّة الله فيغفل عن نعمه وألطافه الكثيرة، ولنا في حكايات الهجرة النبوية عبرة.
بالنظر إلى واقع المسلمين في مختلف العصور والأزمان تبدو قصة الهجرة منهجا دعويا متجددا، وكأن الدروس والعبر المستفادة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هُيئت لقدر من أقدار المسلمين.
لا تزال لوعة فراق مكة المكرمة ووداع المدينة المنورة تعتصر قلب كل من ذاق القرب، بل إنها مع كل موسم حج تطوف على قلوب المشتاقين فيتجرعون لوعة الفراق قبل أن يذوقوا لذة الوصل، ويصوغها الشعراء بيانا.
للكذب الشعري تسمياتٌ كثيرة تجعله يبدو وسيلة فنية، فقالوا المبالغة والمغالاة والغلو والإغراق، ومن ذلك مفهوم التخييل عند كلٍّ من عبد القاهر الجرجاني وحازم القرطاجني، فهو أداة الشاعر للوصول إلى المتلقي.
يبدو لي الشعر في كثير من الأحيان كائنا حيا يلازم أصحاب الأرواح الشفيفة والقلوب الدافئة، إنه دثار الأيام الباردة وشعار الدافئة منها، إنه كالنسيم الذي يتهادى بين الأفئدة بثمار النفوس.
ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
الأدب نتاج إنساني، وشكل من أشكال التعبير اللغوي عن الفكر والعاطفة، فهو الثوب القشيب الذي يكسو مخرجاتنا العقلية والقلبية ويقدمها بقالب لغوي مميز وراقٍ ومختلف عن لغة الحياة اليومية.
تقوم فلسفة البلاغة العربية على موافقة الكلام ومطابقته مقتضى الحال أو المقام، وهذا أبسط تعريف متداول لها، لكنه في حقيقته واسع سعة لا تحيط بها هذه الكلمات القليلة.