يتألف التسلسل المميز لتصرفات ترامب، من تهديدات مرعبة، تعقبها عادة حالة من المصافحة والعناق، ثم اندلاع مفاجئ لمشاعر التفاهم المتبادل. وبات الآن هذا التسلسل يشكل نمطا راسخا واضح المعالم.
أناتول كالتسكي
رئيس معهد الفِكر الاقتصادي الجديد
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يبدو أن المواجهة بين القومية والعولمة -وليس بين الشعبوية والنخبوية- باتت تحدد شكل الصراع السياسي خلال هذا العقد؛ وحيثما نظرنا تقريبا نجد الارتفاع المفاجئ في المشاعر الوطنية القوةَ الدافعة للأحداث.
تثير العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي على إيران سؤالين مهمين وليس لهما إجابات مقنعة؛ أولهما: هل سيجعل هذا التصرف العالَم مكانا أكثر أمانا أم إنه سيزيد زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط؟
هل ستغير بريطانيا رأيها بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي في 2018؟ تقول الحكمة السائدة إن منع خروجها من الاتحاد الأوروبي أمر مستحيل. لكن ماذا قالت الحكمة التقليدية عن الاستفتاء الأصلي لبريكسيت؟
منذ الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كانت بريطانيا أشبه بمنتحر يقفز من بناية ارتفاعها 100 طابق، وعند مروره بالطابق الخمسين يصرخ: “حتى الآن، كل شيء على خير ما يرام”.
بانتهاء انتخابات ألمانيا، بلغت أوروبا نهاية موسم من الاضطرابات السياسية المتواصلة. وقد آن الأوان لاتخاذ تدابير تستجيب على النحو الملائم للاضطرابات التي خلقتها كل هذه الاقتراعات.
لا يوجد “بريكست” بريطاني كامل على الطاولة؛ فقبل الخروج من الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، ترغب الحكومة البريطانية الآن في “فترة انتقالية” تحتفظ خلالها بالحقوق التجارية لعضوية الاتحاد مع التقيد بأنظمته.
كان الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترمب رئيسا لأميركا الرمزين التوأم للثورة الشعبوية ضد النُّخَب العالمية. وبالعكس انتخبت فرنسا -في شخص إيمانويل ماكرون- “رجل دافوس” الأصيل.
مع أن الظروف هذا العام -بعد انتخاب ترمب- تبدو غير مألوفة للمحللين، فإن مؤشرات عدة تدل على أن العالم يمكن أن يؤخذ على حين غرة بسبب ثلاث تطورات تحويلية محتملة.
إذا خسر ترامب الانتخابات الأميركية، هل سيكون تيار الشعوبية الذي يهدد بالسيطرة على العالم بعد تصويت البريكست في طريقه إلى الزوال؟ أم أن الثورة ضد العولمة والهجرة ستأخذ شكلا آخر؟