لمعرفة ما يكتنف تاريخ العلاقات الإيطالية الإسلامية، والخلفية الثقافية التي يمكن قراءة هذه التصريحات من خلالها، التقينا فرانتشيسكا بوكا الدقر وهي واحدة من أبرز الوجوه الثقافية المسلمة في إيطاليا.
أمل بوشارب
روائية ومترجمة جزائرية، مقيمة في إيطاليا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يرى المفكر اليميني الإيطالي مارتشيللو فينيتسياني أن “علينا أن نميز بين نوعين من السلطة في إيطاليا، بل في أوروبا والغرب عامة: السلطة السياسية والسلطة الفكرية. والفرق بينهما شاسع”.
لم يكن أستاذ اللغة الإيطالية في إحدى ثانويات “تريفيزو”، شمال إيطاليا، يدرك أنه بإعفاء طالبَين مسلمين من دراسة “الكوميديا الإلهية” سيفتح أبواب الجحيم على العلاقات بين اليسار الإيطالي ومسلمي بلد دانتي.
التقينا زوك بعد 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو من وقف ضد الحرب الإسرائيلية على غزة منذ بدايتها، وذلك لمناقشة كتابه الأخير على ضوء اللحظة الفلسطينية والتأمل في تداعيات الفكر الليبرالي.
هل تحويل فلسطين رمزا لكل حركة “تحرر” أو احتجاج عالمية هو استعارة تخدم النضال الفلسطيني أم أنها ديناميكية خطيرة من شأنها أن تتسبب في أضرار هيكلية على القضية الفلسطينية؟
رغم أهمية ديوان “لماذا تركت الحصان وحيدا؟” في التجربة الإبداعية لمحمود درويش فإن التركيز النقدي وتوجيه الاهتمام الشعبي في إيطاليا لشعره ينصبّ على نصوصه ذات المضامين الحداثية الصرفة.
يقع كتاب “غزة: أرواح لا تُقهر.. عشر جذواتٍ من نور في حلكة الإبادة” الصادر في ميلانو (2024) للكاتبة حنين صوفان، على تخوم الصحافة السردية، موظفا السرد الروائي لصياغة قصص غير خيالية.
توظيف تقنيات “الشو” في سَوق أخبار الحروب والجرائم بدأ بإثارة حفيظة المتلقي الغربي في السنوات الأخيرة، ويرى الشاعر والأكاديمي الإيطالي باولو فاليزيو أن “عكس الحقيقة ليس الكذب وإنما السردية”.
يسخر المفكر الإيطالي فرانكو كارديني من الصحفيين الإيطاليين الذين شحذوا أقلامهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة “لإقناع جمهورٍ يعوزه الفكر النقدي بأن حماس تمثل الشر” في هذا العالم.
هز العدوان الوحشي على غزة سرديات ثقافية راسخة غدت مؤخرا محل تشكك ليس من طرف عدد كبير من المثقفين العرب الذين خبا افتتانهم بفلسفة الأنوار الأوروبية، بل انسحب إلى مثقفي الغرب أنفسهم.