أن ينعى الإبراهيمي جنيف2 ويعيد الملف من جديد إلى عهدة مجلس الأمن، وأن تشيد الإدارة الأميركية بأداء المعارضة السورية وتحمّل النظام مسؤولية فشل المؤتمر، فذلك ما يؤكد توقعات البعض بأن جنيف2 لن يسفر عن أي نتائج حاسمة لمعالجة الصراع الدموي في سوريا.
أكرم البني
أكرم وجيه البني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ثلاثة أهداف متضافرة يمكن من خلالها النظر لمحتوى السياسة الإسرائيلية تجاه الصراع المحتدم في سوريا، لا يخفيها تصنع حكومة تل أبيب عدم الاكتراث وادعاء الحياد، ولا تصريحات بعض قادتها عن فقدان النظام لشرعيته، وأنه غير قادر بعد الذي جرى على الحكم.
الاستعصاء المزمن للصراع السوري وما خلفه العنف المنفلت من ضحايا ومعتقلين ومشردين ودمار، يثير السؤال عن الأسباب التي أوصلت الثورة السورية إلى ما وصلت إليه، ولماذا لم تأخذ مسار إحدى ثورات الربيع العربي؟
تباينت مواقف المعارضة السياسية السورية من مؤتمر جنيف 2 بين طرف متحمس للمشاركة، وآخر يرفض رفضا مطلقا التفاوض مع نظام فتك بشعبه ودمر البلاد، وثالث يتخوف من أن تؤدي المشاركة في مؤتمر غامض لمد النظام بأسباب الشرعية، ورابع يشترط للمشاركة.
يوضح الكاتب أن الدوافع الأخلاقية والقانونية قد نضجت في سوريا كي تقرر الأمم المتحدة المبادرة وبحزم لتدشين دور ناجع يوقف العنف المفرط وينقذ أرواح المدنيين، مؤكدا أنه آن الأوان كي تعلم المعارضة والنظام على حد سواء أن الحرب لن تحل المشكل.
هناك ما يشبه الإجماع لدى السوريين على اختلاف اصطفافاتهم على أن ما يحصل في مصر هو قضيتهم بامتياز وتعنيهم بقدر ما تعني المصريين، ربما بسبب العلاقة التاريخية الخاصة بين الشعبين اللذين صنعا أول وحدة عربية في التاريخ.
ثار الناس البسطاء بسوريا بمعزل عن الأيديولوجيات والبرامج الحزبية، ومن دون قوى سياسية عريقة، أو شخصيات كاريزمية تتصدر صفوفهم. كانوا متعطشين لقيادة سياسية مجربة وموثوقة، تنصر ثورتهم وتقودها بأقل الآلام والأخطاء، ولكن المعارضة لم تكن على قدر المسؤولية.
ليس من السهل تفسير موقف موسكو المتشدد من الثورة السورية وإصرارها على دعم النظام بكل الوسائل بخلاف تعاطيها المرن مع الثورات العربية الأخرى، لكن تعجب ممن اتكأ على ذلك وبدأ يفرك يديه فرحاً معولاً على دور عالمي جديد للاتحاد الروسي.
تكرار المشهد السوري المأساوي لم يعد مقبولاً، ولم تعد بعيدة اللحظة التي يدرك فيها الجميع بلا جدوى طريق العنف والتنكيل وبأنه قد يزيد التكلفة والأثمان، وربما يؤخر موعد الخلاص، لكنه آتٍ على أية حال
بدأت تطغى في الآونة الأخيرة مواقف واستنتاجات سياسية تعبر عن القلق من انزياح الثورة السورية نحو الطابع الديني، ومن تنامي دور الإسلاميين على مختلف أطيافهم في صفوفها. قلق ربما خلقه انتماء الكتلة الأساسية من الحراك الشعبي إلى الإسلام.