مسلسل "أشياء غريبة" يعود بشكل مختلف و"نتفليكس" تبحث عن تعويض خسائرها

مسلسل اشياء غريبة Stranger Things
إنتاج أعمال مشتقة من مسلسل "أشياء غريبة" قرار تجاري لنتفليكس التي تحاول الحفاظ على مشاهديها القدامى (مواقع التواصل الاجتماعي)

عرضت "نتفليكس" في الأول من يوليو/تموز الجاري آخر حلقات الموسم الرابع من المسلسل الشهير "أشياء غريبة/سترينجر ثينغز" (Stranger Things) الذي اكتسب شعبية واسعة في أنحاء العالم، لكن يبدو أن محبي الرعب والتشويق والإثارة لن يخرجوا من هذا العالم.

أعلن صناع مسلسل "أشياء غريبة" الأخوان مات وروس دوفر عن خططهم لمسلسل فرعي مشتق، وهو واحد من 5 مشاريع كشف عنها الشقيقان كجزء من صفقة مع نتفليكس بمقابل تعدى عدد أصفاره التسع.

مسرحية ومسلسل وأشياء أخرى

تشمل المشاريع الأخرى التي اتفق عليها الأخوان دوفر مسرحية تقع أحداثها في عالم "أشياء غريبة"، بالإضافة إلى مسلسل مقتبس من رواية "الطلسم" (The Talisman) للكاتب ستيفن كينغ، ومسلسل مقتبس عن الأنمي "مذكرة الموت" (Death Note)، والمشروع الخامس هو مسلسل أصلي للمخرجين جيفري أديدس وويل ماثيوس اللذين اشتهرا بمسلسل "الكريستال الداكن: عصر المقاومة" (Dark Crystal: Age of Resistance) الذي عُرض على منصة "نتفليكس".

هذه المشاريع الخمسة حاليا في مرحلة التطوير بالفعل، وسيكون إنتاجها تحت إدارة الشركة التي أطلقت حديثا بعنوان "أب سايد داون بيكتشرز" (Upside Down Pictures).

في حديث لهما، قال الأخوان دوفر إن الشركة تهدف إلى العمل على نوعية القصص التي أحبّاها خلال طفولتهما، والتي تحتوي على مفترق طرق بين العادي وغير العادي.

كان هذا الإلهام واضحا في مسلسل "أشياء غريبة" نفسه، فهو خليط من الخيال العلمي والرعب ودراما "البلوغ" (Coming OF Age)، تدور أحداثه في ثمانينيات القرن الماضي، مع إحالات إلى أفلام المخرجين المشاهير من هذه الفترة مثل ستيفن سبلبيرغ، وديفيد لينش، وروايات كل من ستيفن كينغ ولافكرافت.

وتمت الإشارة إلى مسلسل "الطلسم" القادم في نهاية الموسم الرابع من "أشياء غريبة"، ففي أحد المشاهد الأخيرة يقرأ لوكاس جزءا من الرواية لصديقته ماكس، وهما من الشخصيات التي لم يحسم مصيرها مع نهاية هذا الموسم.

نتفليكس والهرب من فخ الخسارة

ليس من المستغرب أن يتوسع عالم مسلسل "أشياء غريبة" على "نتفليكس"، فالمنصة التي صرحت أخيرا بوجود خسائر مع تراجع عدد المشتركين ترغب بالتأكيد في العمل على مشاريع تنافسية حققت بالفعل نجاحًا لدى الجمهور، منها "أشياء غريبة" وأيضًا مسلسلات "بريدجيرتون" (Bridgerton) و"الساحر" (The Witcher).

ففي المدة الأخيرة يقوم كثير من مشتركي نتفليكس القدامى بإلغاء اشتراكاتهم تبعًا لتقرير صادر عن موقع "ذي إنفورميشن" (The Information) حيث كشفت بيانات الاستطلاع أن عدد المشتركين الذين كانوا مع المنصة منذ أكثر من 3 سنوات يمثلون 13% من إلغاءات الربع الأول من عام 2022، وأظهرت البيانات أن إجمالي الإلغاءات بلغ 3.6 ملايين شخص في الربع الماضي، بزيادة على 2.5 مليون إلغاء في الأرباع الخمسة الماضية.

وتشير البيانات إلى أن المستخدمين الجدد يمثلون حصة أصغر منهم، وهو مؤشر على أن نتفليكس تكافح للاحتفاظ بالمستخدمين لفترات أطول من الوقت، كذلك تتعدد الأسباب وراء هذه الإلغاءات، وعلى رأسها بالطبع كثرة البدائل والمنافسين، حيث وجد كثير من المستخدمين أنهم لا يشاهدون المنصة بما فيه الكفاية، مع الاشتراك في منصات أخرى مثل "ديزني بلس" أو "آبل تي في بلس" وأصبح عدد الأعمال التي يستمتع بها المتفرجون من خارج المنصة أكثر من داخلها، فضلا عن ارتفاع أسعار الاشتراكات مقارنة مع المنصات الأخرى، وذلك ما جعل المنصة تفكر جديا في اشتراكات أرخص مزودة بالإعلانات التجارية.

وفي الربع الأول من 2022 أبلغت شركة البث العملاقة عن خسارة 200 ألف مشترك، وهي المرة الأولى التي تفقد فيها مشتركيها منذ أكثر من 10 سنوات، كذلك تتوقع نتفليكس خسارة مليوني مشترك آخرين في الربع الثاني من عام 2022.

وقد أسهمت عوامل إضافية في تقلص عدد المشتركين، ففي مارس/آذار علقت المنصة خدماتها في روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، وأدى ذلك إلى قطع الخدمة عن نحو مليون مشترك في البلاد، ورفعت لاحقا السعر عبر جميع مستويات اشتراكها، وبذلك وصلت خطتها الأساسية إلى 9.99 دولارات أميركية في الشهر (من 8.99 دولارات)، وخطتها القياسية إلى 15.49 دولارا في الشهر (من 13.99 دولارا)، ودرجتها المميزة إلى 19.99 دولارا في الشهر (من 17.99 دولارا).

وانطلاقا من ذلك، تعدّ هذه المشاريع المتعددة في عالم مسلسل "أشياء غريبة/سترينجر ثينغز" قرارا تجاريا سليما جدا لنتفليكس التي تحاول الحفاظ على مشاهديها القدامى الذين استمروا معها منذ 2016 عندما بدأ المسلسل، وسيكملون في اشتراكاتهم انتظارا لهذه المسلسلات والأعمال المشتقة والفرعية.

المصدر : الجزيرة