بين الإفلاس والاقتباس.. فيلم تامر حسني الجديد قيد الاتهام

حصل الإعلان التشويقي لفيلم "مش أنا" على ما يقرب من 13 مليون مشاهدة، مما أهلَّه لأن يصبح ضمن قائمة الفيديوهات الأعلى مشاهدة عبر موقع يوتيوب

بين الإفلاس والاقتباس.. فيلم تامر حسني الجديد قيد الاتهام
(يمين) الملصق الدعائي لفيلم "مش أنا" لتامر حسني، (يسار) الملصق الدعائي لفيلم "أنا ونفسي وآيرين" لجيم كاري (مواقع التواصل الاجتماعي)

قبل أيام قليلة، طرحت الشركة المنتجة لفيلم "مش أنا" الملصق الدعائي للعمل الذي يتصدر بطولته النجم تامر حسني، وسرعان ما قوبل الأمر بالهجوم والاتهامات بسرقة "الأفيش"، لتثور منصات التواصل على صناع العمل.

وتناقض ذلك مع الحفاوة الشديدة التي لاقاها الإعلان التشويقي للفيلم والذي صدر قبل أسبوعين، وجمع ما يقرب من 13 مليون مشاهدة، مما أهلَّه لأن يصبح ضمن قائمة الفيديوهات الأعلى مشاهدة عبر موقع يوتيوب.

وقد انقسم الجمهور لفريقين، الأول وجد ملصق فيلم "مش أنا" مسروقا من ملصق الفيلم الأجنبي "أنا ونفسي وآيرين" (Me, Myself & Irene) لجيم كاري والذي صدر عام 2000، كونه أظهر البطل بوجه مقسوم نصفين، خاصة أن كلا العملين جاء بطلهما مصابا بمرض نفسي.

أما الفريق الآخر فأرجع السرقة لملصقين عربيين، الأول خاص بمسلسل "النهاية" للنجم يوسف الشريف، والثاني بفيلم "على جثتي" للنجم أحمد حلمي، إذ اعتمد ملصق كل منهما على الفكرة نفسها.

إفلاس وسرقة أم مصادفة؟

ولعل أكثر ما أزعج رواد منصات التواصل الاجتماعي ودفعهم للتعبير عن استيائهم ما يعرفونه عن تامر حسني من تفان في عمله، وهو ما كان يستدعي منه انتباها لمثل تلك التفاصيل ومراجعة الأمر مع الشركة المنتجة قبل صدوره. وثانيا كون الملصق الخاص بفيلم "مش أنا" حتى ولو كان مسروقا فقد جاء خاليا من الابتكار والتعبير.

ففي الملصقات الدعائية الأخرى يمكن ملاحظة أنها تُعبّر بشكل أو بآخر عن العمل أو طبيعة الشخصية التي يؤديها البطل. جيم كاري على سبيل المثال سنجد نصف وجهه عاديا والنصف الآخر يوحي بالجنون أو الخلل النفسي، في حين جاءت صورة تامر حسني بنصفيها متطابقة لا يفصل بينهما سوى ارتداء النظارة!

أما السبب الثالث ولعله الأهم، فهو أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها تامر حسني بالسرقة عموما خصوصا في ما يتعلق بالصور الدعائية، إذ سبق اتهامه بسرقة فكرة ملصق فيلمه "أهواك" من فيلم "ماما ميا" (Mamma Mia)، وفكرة ملصق فيلم "البدلة" من فيلم "فلنصبح رجال شرطة" (Let’s Be Cops).

وكان تامر حسني صرح لبرنامج "ET بالعربي" وقت الجدل المثار حول فيلمه "أهواك" بأن مخرج العمل محمد سامي هو صاحب فكرة ملصقاته الدعائية وليس هو، وبالتالي فهو لا يعلم إذا ما كان التشابه أتى بفعل المصادفة أم لا.

ليس الاتهام الأول

بعيدا عن الملصقات الدعائية، اتهام تامر حسني بالسرقة لم يقف عند هذا الحد، فسبق أن طالته اتهامات وقت صدور فيلمه "البدلة" بسرقته للفكرة الأساسية من فيلم (Let’s Be Cops) والتي تدور حول شابين فاشلين يقرران الذهاب إلى إحدى الحفلات التنكرية مرتدين زي رجال الشرطة، وهو ما تترتب عليه سلسلة من الأحداث الكوميدية التي تدور في إطار من التشويق والجريمة، تماما كما جاء بالفيلم العربي.

وهو ما تكرر مع فيلم "الفلوس" أيضا، حيث وجد بعض المشاهدين أن فكرته مسروقة من أفلام هوليود التي تناولت ثيمة "اللصوص والسرقات الطريفة"، وهو ما نفاه تامر حسني وقتها جملة وتفصيلا، مؤكدا أن قصة الفيلم ملكه وهو من كتبها على مدار سنوات.

أما بمجال الغناء، فلم يسلم الأمر أيضا، فقبل سنوات قليلة خرج المُلحّن المصري محمود الخيامي ليعلن سرقة أحد ألحانه والذي كان من المفترض أنه صنعها من أجل أغنية "دويتو" سيغنيها تامر حسني مع فريد غنام -متسابِق "ذا فويس" المغربي الملقّب بـ"فراولة".

ووجّه الخيامي أصابع الاتهام نحو تامر حسني، مؤكدا أنه قام بعمل بعض التعديلات الطفيفة على اللحن، قبل أن يقتبس من أغنيته "وأنت معايا" التي غناها مع النجم الجزائري الشاب خالد، مؤكدا أن الأغنية من ألحانه وتوزيع خالد نبيل وأنها محفوظة على البريد الإلكتروني الخاص به، حسب قوله.

سابقة استثنائية

يذكر أن فيلم "مش أنا" سيبدأ عرضه على شاشات العرض العربية هذا الأسبوع، وفي سابقة استثنائية نفدت جميع تذاكر عرض الفيلم قبل بدء طرحه في دور العرض السينمائية بالمملكة العربية السعودية بثلاثة أيام، وهو ما اضطر محمد ناقرو -الموزع السينمائي في الخليج- إلى فتح صالات عرض إضافية للفيلم بعد أن شهد الإقبال الكبير عليه، وسط توقعات بأن يحصد العمل إيرادات هائلة كما جرى العرف مع أفلام تامر حسني.

العمل من إخراج سارة وفيق وقصة وسيناريو وحوار تامر حسني وبطولته، يشاركه حلا شيحة وماجد الكدواني وسوسن بدر، أما أحداثه فتدور حول شاب شديد الارتباط بوالدته التي تعتبر المحور الرئيسي لحياته، وهو ما يتزامن مع إصابته بحالة غريبة تجعله يفقد السيطرة على يديه، مما يضعه بالكثير من المواقف المحرجة والكوميدية، وهو ما يقابل بعدم تصديق أو استيعاب ممن حوله، تُرى هل يكون البطل مريضا نفسيا بالفعل أو أنه يختلق الأمر لسبب ما؟

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي