هل تصبح المسلسلات القصيرة الحزينة الحصان الرابح بالدراما العربية؟

الكوميديا ضد التراجيديا.. الجمهور يكتفي بجرعة الميلودراما الزائدة

مسلسل زى القمر
جومانا مراد بطلة مجموعة حلقات "مش هنفرح بيكي" من مسلسل "زى القمر" (مواقع التواصل الاجتماعي)

في هذه الأيام من العام الماضي، فوجئ الجمهور بتجربة درامية جديدة تحمل اسم "إلا أنا"، ذلك المسلسل الذي صرح صناعه أنه سيتضمن 6 حكايات منفصلة، مقتبسة عن قصص واقعية وتستعرض قضايا نسائية موجعة، لكل منها عنوان خاص وتتكون من 10 حلقات بأبطال مختلفين.

عرضت الحكاية الأولى والثانية قبل رمضان 2020، إلا أنهما لم تجذبا الانتباه، إذ كان الجميع ينتظر المسلسلات التي ستتنافس على الشاشة بالشهر الكريم من جهة، ومن أخرى كان العالم حديث عهد بجائحة كورونا والكل منشغل بما يجري، يقوده الخوف والترقب.

ثم سرعان ما تغير الأمر، ما أن أعيد عرض باق الحكايات بعد عدة أشهر، خاصة أن القصص كانت أقوى دراميا ومن بطولة نجمات ربما أقرب إلى قلب المشاهدين، مثل حنان مطاوع وكندة علوش وجميلة عوض وريهام عبد الغفور.

ومع تصدر أخبار عدة حكايات محرك البحث غوغل أو تويتر، أشهرها مجموعة حلقات "ربع قيراط" التي نادت المصريات على إثرها بإصدار قانون يمنع تعدد الزوجات، قرر صناع العمل إضافة حكايتين أخريين، ليصبح الإجمالي 8 قصص، قبل أن يعلنوا مع نهاية العمل عن نيتهم تقديم جزء ثان بحكايات جديدة قريبا.

تقليد أم استثمار للنجاح؟

ويبدو أن نجاح التجربة شجع شركة "سينرجي للإنتاج الفني" على تكرارها، بل حمس آخرين لفعل المثل، إذ يُعرض الآن 3 مسلسلات اعتمدت على الفكرة نفسها.

الأول هو مسلسل "زي القمر" والذي يتضمن 3 حكايات نسائية أيضا كل منها تتكون من 5 حلقات، بطلة الحكاية الأولى إلهام شاهين، أما الثانية فمن بطولة جومانا مراد، في حين أتت الثالثة من بطولة ليلى علوي، الأمر الذي يمنح العمل ثقلا فنيا، لكن تُرى هل سيكون مستحقا؟

أما الثاني، فمسلسل "ورا كل باب" تأليف باهر دويدار، والذي يتضمن قصصا منفصلة كل منها تتكون من 5 حلقات كذلك، وإن كان الفرق أن الحكايات تنتمي لفئة الدراما الاجتماعية العامة، ولا تسلط الضوء على المرأة وحدها.

وأخيرا مسلسل "حلوة الدنيا سكر" لبطلته هنا الزاهد بأول بطولة مطلقة لها، العمل يتضمن 9 حكايات تُعرض كل واحدة منها على مدار أسبوع، لكل منها أبطال مختلفون من الشباب.

جرعة مكثفة من الميلودراما

باستثناء مسلسل هنا الزاهد الذي جاء كوميديا، قدم العملان الآخران جرعة مكثفة من الميلودراما للجمهور، هو في غنى عنها هذه الأيام، خاصة أن بعض الحكايات بدت قاسية دون داع، كما لو أن الهدف منها استدرار عطف الجمهور وإجبارهم على البكاء، على الأخص مسلسل "ورا كل باب".

على غرار مسلسل "زي القمر" الذي جاء مؤلما هو الآخر ومتخما بالتراجيديا، لكنه للأسف استعرض واقعا مريرا حقيقيا تعيشه النساء العربيات، ولعل ذلك هو ما جعله أكثر صدقا ونجاحا ولفتا للانتباه. دون أن ننسى بالطبع تفوقه فنيا، سواء على مستوى الكتابة أو التمثيل وحتى الإخراج والموسيقى التصويرية التي جاءت مناسبة للغاية ومميزة.

المسلسلات القصيرة تغزو الشاشات

ولكن، حتى إن نجحت تلك الأعمال بتحقيق ما تسعى إليه من نسب مشاهدة مرتفعة، أو تصدرت منصات التواصل الاجتماعي، تظل فكرة التقليد والدوران بالفلك نفسه مبتذلة وغير ناضجة فنيا، والأهم أنها سرعان ما ستصيب الجمهور بالملل، وتُفقد جوهر العمل مبتغاه.

لهذا ورغم أن مسلسل "حلوة الدنيا سكر" قد لا يكون هو الأقوى فنيا، لكنه الأكثر اجتهادا من قِبل صناعه، فمن جهة لعب العمل على ثيمة الحكايات القصيرة المنفصلة، الأمر الذي أتى مناسبا لعصر السرعة وإدمان منصات البث الأجنبية، ومن جهة أخرى استطاع المسلسل أن يُضفي بسمة على وجوه المشاهدين هم في أمس الحاجة إليها، بعد أن صار الواقع أكثر دراما مما نتخيل أو نحتمل.

يذكر أن الموسم الرمضاني نفسه سيتضمن العديد من المسلسلات القصيرة ذات الـ 15 حلقة، مثل مسلسل "كوفيد 25″ ليوسف الشريف، و"بين السما والأرض" لهاني سلامة، و"شقة 6″ لروبي، و"أفضل أب" لعلي ربيع، و"عالم موازي" لدنيا سمير غانم.

بل إن صناع مسلسل "ليه لأ" الذي شاهدناه في 2020 وجاء من بطولة أمينة خليل، أعلنوا عن بدء تصوير جزء ثاني من العمل، وأزمة نسائية جديدة على الشاكلة نفسها، أسندت بطولتها إلى منة شلبي، فهل يلحقون بالماراثون الرمضاني 2021؟

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي