خسائر قد تصل إلى 17 مليار دولار.. كورونا يهدد دور السينما في العالم

People print movie tickets from a machine at a cinema in Tianjin, China, January 13, 2017. Picture taken January 13, 2017. REUTERS/Jason Lee
العديد من صناع الأفلام والموزعين اتخذوا قرارا بتأجيل عرض أفلامهم في الصالات في ظل انتشار فيروس كورونا (الأناضول)

ياسمين عادل

لم تتوقف الخسائر التي تسبب بها فيروس كورونا عالميا على الأضرار الصحية وخسارة الأرواح، وإنما امتد الأمر ليشمل أضرارا اقتصادية ثم فنية، فبعد إغلاق أكثر من سبعين ألف دار عرض بسبب انتشار الفيروس قدرت خسارة شباك التذاكر المادية بما لا يقل عن 7 مليارات دولار حتى الآن، ويتوقع أن يصل إجمالي الخسارة إلى 17 مليارا إذا استمرت الأزمة لشهر مايو/أيار المقبل.

وحاولت بعض المسارح ودور العرض مثل مسارح "أي إم سي" (AMC) -التي يبلغ عددها أكثر من 1000 مسرح في الولايات المتحدة الأميركية، ودور عرض "ريغال" في الهند- اتخاذ خطوات لحماية العملاء في أعقاب فيروس كورونا الجديد منذ 14 مارس/آذار الجاري للحد من الخسائر.

ونصت تلك الخطوات على تخفيض عدد المقاعد والتذاكر التي يتم حجزها بكل حفلة إلى 50%، لتشجيع المشاهدين على البقاء على مسافة متر واحد على الأقل من بعضهم، كذلك أعلنوا عن قيامهم بتنظيف المسارح والأسطح وفقا لمتطلبات الحماية من الفيروس، كما أوصوا بأن أي موظف يشعر بالمرض لا يمكنه القدوم إلى العمل.

ورغم كل تلك الإجراءات الاحترازية وأمام الضغوط المجتمعية وإغلاق الكثير من الأعمال التجارية فوجئ الجميع بإعلان مسارح "أيه إم سي" إغلاقها الرسمي لمسارحها في الولايات المتحدة الأميركية لمدة تتراوح بين 6 و12 أسبوعا بدءا من اليوم، والأمر نفسه أعلنه أصحاب "ريغال" وإن كانوا لم يحددوا فترة زمنية للإغلاق.

تأجيل الأفلام لأجل غير مسمى
وفي الوقت نفسه، استمرت بعض دور العرض الأخرى في العمل بشكل طبيعي، وفي ظل إغلاق المدارس والجامعات ومنح الكثير من الشركات إجازات للعاملين لديها بالكثير من البلدان، يأمل البعض في أن تصبح لديهم القدرة على الذهاب إلى السينما والاستمتاع بمشاهدة الأفلام في الصالات الفارغة التي هجرها الكثيرون خوفا من أن تهدد سلامتهم.

وما لم يحسبوا حسابه كان اتخاذ العديد من الموزعين وصناع الأفلام -خاصة أصحاب الأفلام الكبرى- قرارا بتأجيل طرح أفلامهم مقتنعين بأن ذلك هو الأفضل، خاصة أن التأخير من شأنه ضمان تمكن العالم بأسره من المشاهدة، وهو ما سوف يضمن لهم بدوره المزيد من الإيرادات.

وشمل قرار التأجيل أفلاما كبرى ومنتظرة، على رأسها "لا وقت للموت" (No Time To Die)، و"فاست آند فوريوس" (The Fast and Furious)، والجزء الثاني من فيلم الرعب "مكان هادئ" (A Quiet Place 2)، في حين اتخذت ديزني قرارا بتأجيل عرض النسخة الحية من "مولان" وفيلم الفانتازيا والخيال العلمي "المتحولون الجدد" (The New Mutants)، وفيلم الغموض والرعب (Antlers).

وسوف يتم تحديد مواعيد أخرى للعرض في وقت لاحق، وهو ما بررته ديزني بكونها لا ترغب في طرح أول أفلامها الكبرى، في حين نسبة أن كبيرة من الجمهور في حالة عزل ذاتي أو ليسوا بحالة مزاجية للجلوس في غرفة مغلقة لمدة ساعتين محاطين بالغرباء.

وقد دعا كل ما سبق البعض إلى طرح فكرة أن تقوم الأستوديوهات بعرض أفلامها المعلقة عبر شبكات البث الحصرية مقابل مبلغ إضافي، وهكذا سيستطيعون جني بعض المال وعدم مقاسمة الأرباح مع دور العرض طالما أن الجميع يمكثون في منازلهم، ويكرسون وقت فراغهم العريض أمام شاشات مثل نتفليكس وغيرها التي يبدو أنها ستكون الرابح الأكبر في هذه الأزمة العالمية.

ورغم إقبال الناس على شبكة نتفليكس فإن الشركة أعلنت إيقاف جميع الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية، سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو كندا لمدة أسبوعين، وفقا لما نشر بمجلة "هوليود ريبورتر".

أما شركة "وارنر براذرز" للإنتاج والتوزيع السينمائي والتلفزيوني فقررت إيقاف إنتاج أكثر من سبعين عملا تلفزيونيا تراوحت بين التصوير حاليا أو على وشك البدء.

المصدر : الجزيرة