محمد رمضان في فخ التطبيع.. هل ستتخلى المخابرات المصرية عن بطلها الشعبي؟

يتوقع نقاد أن تمر أزمة محمد رمضان بسلام دون شطبه من النقابة (مواقع التواصل الاجتماعي)

بقدر ما أثار الممثل المصري محمد رمضان انتقادات واسعة على خلفية انتشار صور تجمعه بشخصيات إسرائيلية (فنية ورياضية)، أثناء وجوده في إمارة دبي قبل أيام، بقدر ما حظي الاتحاد العام للنقابات الفنية بحفاوة بالغة بعد قراره إيقاف رمضان عن العمل حتى مثوله للتحقيق.

قرار الاتحاد العام للنقابات الفنية نابع من مخالفة رمضان للقرار النقابي برفض التطبيع مع إسرائيل، بدورها، قررت نقابة الصحفيين مقاطعة أخباره ومنع نشر اسمه وصورته في أي منصة صحفية لحين انتهاء التحقيق معه في نقابته".

لكن هناك مجموعة من الأسئلة التي تفرض نفسها في هذه الأزمة: ما العقوبات التي قد تواجه رمضان؟ وما صلاحيات الاتحاد العام للنقابات الفنية؟ وهل تملك منعه من مزاولة مهنة التمثيل؟ وهل ستؤثر على مسيرته الفنية، وشعبيته؟

يقول نقاد وفنانون تحدثوا للجزيرة نت إن الاتحاد العام لم يأت بجديد، إذ إن أصل القرار يعود إلى موقف النقابات الفنية والصحفية في مصر الذي ينص على حظر جميع أشكال التطبيع المهني والنقابي والشخصي مع دولة الاحتلال حتى يتم تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

يعتبر كثير من النقاد أن محمد رمضان أحد أدوات المخابرات المصرية (مواقع التواصل)

وأكدوا أن الأهم من القرار المعمول به منذ سنوات، هو نتائج التحقيق الذي سيُجرى مع رمضان وعدم التأثير عليه، رغم أنه مذنب حتى أخمص قدميه، وضمان عدم تدخل المخابرات العامة، التي تملك شركة "سينرجي" للإنتاج الفني، المتحكمة في الدراما بمصر، حيث يعد رمضان نجم شباكها الأول.

وظهرت إشارة رمضان إلى "جهاز المخابرات" لنجدته واضحة للعيان من خلال نشر صورته بزي "مجند" على فيسبوك، فهو فرس الرهان في إعادة بناء الصورة النموذجية للجيش في مواجهة الاتهامات التي تلاحق السلطات المصرية بهيمنة الجيش على الحكم ومقدرات البلاد، وفق مراقبين.

كما تنتظر "المدعو" كما جاء في توصيف قرار نقابة الصحفيين، جلسة قضائية، إذ حددت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، جلسة الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول المقبل، كأولى جلسات محاكمة محمد رمضان؛ بتهمة الإساءة للشعب المصري.

رمضان الذي لم يختبر غضبة المصريين من التطبيع من قبل، ولم يطلع على تجارب من سبقوه، معروف عنه إثارته للجدل، بتفاخره امتلاك أسطول من أحدث طرازات السيارات الفاخرة، وطائرة خاصة، وارتدائه ملابس وحلي باهظة الثمن، رغم ادعائه أنه "ابن بلد" ويعكس صورة ابن الحي الشعبي.

مصير على المحك

أشار الناقد الفني والسيناريست حسام الغمري إلى "قوة قرار اتحاد النقابات الفنية في حال انتهت في تحقيقاتها المزمع إجراؤها مع رمضان، بإيقافه عن التمثيل، وشطب عضويته، أسوة بالكاتب المسرحي الراحل علي سالم مؤلف المسرحية الشهيرة مدرسة المشاغبين التي طبقت الآفاق، وعوقب بشطبه بسبب زيارته إلى إسرائيل ومواقفه التطبيعية".

وأكد أن "قرار النقابة ملزم، لأنه يشترط حصوله على تصريح للتمثيل، وفي حال عدم امتثاله، تستطيع النقابة بقوة القانون منعه من التمثيل، وكذلك منع إذاعة أعماله، رغم أن تصنيف رمضان نجم شباك، فإن قرار إيقافه وإحالته للتحقيق مؤثر"، مشيرا إلى أن "من إيجابيات الأزمة هو تكريس مبدأ الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل".

ويرى الغمري أن مصير رمضان يتوقف على أمرين، أولهما استمرار الضغط الشعبي ضده على مواقع التواصل، ثانيهما تخلي النظام عنه، ولدينا شواهد على ذلك، فقد سبق أن تخلى عن بعض رجاله في الفترة الماضية مثل عبد الرحيم علي ومرتضى منصور وغيرهما، وسبق أن وجهت النقابة إنذارا لمهرجان الجونة بعد استضافته الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمواقفه المعلنة من دعم الاحتلال الإسرائيلي.

من يحمي رمضان؟

ويستبعد الممثل المصري هشام عبد الله أن تنتهي الأزمة بإيقاف رمضان وشطبه؛ لأن كل المؤسسات والنقابات في مصر تحت سيطرة المخابرات والأمن المصري، ورغم القرارين السابقين بشطب علي سالم، والمخرج حسام الدين مصطفى على خلفية زيارتهما لإسرائيل، فإن الدولة سمحت لاحقا للأول بالكتابة في الصحف المصرية، والثاني بالإخراج للتلفزيون الرسمي المصري.

وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن يتم "تطبيخ الأزمة" في نهاية المطاف حسب وصفه، لافتا إلى أن القرارات الأولى هي من أجل امتصاص الغضب الشعبي، مشيرا إلى أن إحدى أدوات هدم الشعوب هو هدم أخلاقها، ومحمد رمضان أداة الهدم بيد النظام الحالي، وسوف يقوم بإنقاذه وإعادة تلميعه.

ودلل عبد الله على حديثه بالقول إنه "كان من المفترض شطب رمضان نهائيا، فالصورة أبلغ من الكلام، وأي تبرير أو تعذر بالجهل لا يدفع عنه التهمة؛ لأن لا أحد في مصر يجهل موقف كل المصريين من التطبيع مع الكيان الصهيوني، وربما ذهابه إلى دبي لم يتم التنسيق فيه مع الجهات السيادية وفاجأ الجميع بتلك الزيارة الكاشفة لسيطرة وهيمنة القرار الإماراتي على مصر في هذه الآونة"، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة