هل فشلت المعارضة السورية في تقديم دراما تخدم الثورة؟

لم تقدم المعارضة ككيان سياسي أو قنوات إعلامية أعمالا درامية تحاكي الثورة السورية (مواقع التواصل)

رغم أن الحراك الشعبي في سوريا يدخل عامه العاشر فإن الأعمال الدرامية التي تقدم وجهة نظر المعارضة السورية بشأن مسار الأحداث تكاد تكون معدومة ونادرة، مما يطرح أسئلة عدة عن مدى نجاح مناصري الثورة في إيصال أهدافها، ووضع المتابع العربي في سياق التأريخ والتوثيق لها من خلال الفن.

عشرات الفنانين السوريين اتخذوا موقفا مناصرا للمظاهرات الشعبية في سوريا عام 2011، وشارك العديد منهم في تلك المظاهرات، لكن المعارضة ككيان سياسي أو مؤسسات لم تنجح في تقديم أعمال درامية تخدم الثورة، وتعرّف بها عبر وسائل الإعلام والمحطات الفضائية.

ويمكن وصف الأعمال التي خرجت للنور في هذا الإطار بأنها محاولات فردية اعتمد بعضها على إمكانات محدودة قام روّادها بإنتاج مسلسلات على مواقع التواصل الاجتماعي، واندرجت في سياق عمل الهواة أكثر من كونه عملا احترافيا، في حين أن المسلسلات الدرامية التي عرضت على الشاشة الصغيرة تعدّ على الأصابع وربما أقل أيضا.

"وجوه وأماكن" نموذجا

يبدو أن مسلسل "وجوه وأماكن" هو المسلسل السوري الوحيد الذي يحاكي الثورة السورية، وبداية انطلاقتها ربيع 2011 على الرغم من العديد من الانتقادات التي وُجهت للعمل الذي أخرجه المخرج السوري المخضرم هيثم حقي، بمشاركة ممثلين من الصف الأول أمثال جمال سليمان، ويارا صبري، وفارس الحلو، ومكسيم خليل.

وينقسم المسلسل الذي تم تصويره في تركيا إلى 3 أجزاء لكل جزء 10 حلقات، وفي كل جزء تروى قصة من سوريا عن المراحل الأولى من الحراك الشعبي في سرد الحب والحرب والانتقام.

ولعل الجزء الثالث "القلعة" -الذي كتب سيناريو حلقاته الكاتب السوري الشهير خالد خليفة- كان الأكثر إثارة وتشويقا، حيث يرصد علاقة حب بين طبيبة أسنان ونحّات شاب كلاهما من مدينة دير الزور، لكن الطبيبة تجبر على الزواج من محام دون أن تتنازل عن حبها الأول، وعند اندلاع الثورة ينضم زوجها لأحد التنظيمات المتطرفة، لينتقم من النحّات الذي أحب زوجته بذريعة أنه كافر وينحت أصناما.

ورغم مشاركة ممثلين على قدر كبير من الأهمية والخبرة، فإن العمل لم يعرض إلا على قناة واحدة فقط تتبع الجهة المنتجة، ولم يحظ بالمتابعة والنقد، أو لفت أنظار المشاهدين إليه.

ومن حلب ثم تركيا نجح الشابان يامن نور وجهاد سقّا بتقديم دراما كوميدية خفيفة على مواقع التواصل الاجتماعي حملت اسم "منع في سوريا" من خلال 3 أجزاء بدأت عام 2014، اثنان منها صوّرا في حلب، والثالث في تركيا مع استحضار أجواء أحياء سوريا بالديكور والملابس.

وتلامس لوحات "منع في سوريا" الواقع السوري في ظل الحرب بطابع كوميدي ساخر يسلط الضوء على هموم المدنيين في حلب، ويوجه النقد للعسكرة والحرب التي تسببت بمأساة الأهالي.

دراما تحت نير الاستبداد

وترى الممثلة السورية يارا صبري أنه لا وجود لدراما تقدم وجهة نظر الثورة السورية، لأنه "من غير المسموح الخوض في هذه المسألة على شاشات العرض العربية".

وتضيف صبري للجزيرة نت، أن "المنتج يبحث عن العرض والربح وهذا من حقه، لذلك يبتعد عن المواضيع المرفوضة لدى المحطات العارضة، أما المسموح في الوقت الحالي فهو فقط التكلم عن الإرهاب ومحاربته، وغير ذلك فهو معرض للقص والاجتزاء، وغالبا رفض المحتوى من أساسه".

المصدر : الجزيرة