ما المافيا التي قصدتها إليسا في بيان اعتزالها؟

اعتزال اليسا
حرب خفية بين إليسا وشركة روتانا من المرجح أنها السبب في إعلان اعتزالها (مواقع التواصل)

الجزيرة نت-بيروت

لم يمر إعلان المطربة اللبنانية إليسا اعتزالها الغناء والموسيقى مرور الكرام، فالخبر جاء مفاجئا لكثير من محبيها وللوسط الفني أيضا. وما زاد من تفاعل الجمهور مع قرارها هو التغريدة التي نشرتها عبر حسابها على تويتر، وقالت فيها إنها لا تستطيع العمل في مجال شبيه بالمافيا. 

ولفتت إليسا إلى أن ألبومها المقبل سيكون آخر عمل لها، موضحة أنها مقتنعة بقرارها رغم حزنها العميق.

I am preparing this new album with a lot of love and passion. The reason is that it will be the last one in my career. I am announcing this with a heavy heart but with a lot of conviction because I can’t work in a field that is similar to mafias. I can’t be productive anymore

— Elissa (@elissakh) August 19, 2019

كلمة السر روتانا
وفي وقت لاقت فيه إليسا تضامنا من قبل الكثيرين بعد قرارها، اعتبر البعض أن الخلاف مع شركة روتانا قد يكون أحد أسباب قرار الاعتزال، بحسب ما يقول الصحافي ربيع فرّان، الذي أشار إلى أن هناك حربا قوية تشنها الشركة ومن ورائها هيئة الترفيه في السعودية التي يقودها تركي آل الشيخ بحق إليسا.

وقال فران إن ما وصفها بالحرب على إليسا كانت أطلقتها روتانا منذ مدة، بداية من عدم دعوة الفنانة اللبنانية إلى مهرجان قرطاج واستبعادها من مهرجان جرش دون أي توضيح، إضافة إلى عدم ورود اسمها على لائحة المدربين في برنامج "The Voice"، ومن ثم قررت الانسحاب.

ورأى فرّان أن الخطوة الكبرى في محاربة إليسا كانت استبعادها من مهرجان صلالة، وقال إن من يتحمل مسؤولية هذه الإجراءات هم القيمون على هذه الفعاليات وأصحاب النفوذ فيها والذين وصفتهم إليسا بالمافيا.

فرّان اعتبر أنه ليس هناك أي هدف وراء توقيت قرار إليسا، لكنه رأى أنها لم تتلق تضامن كل الفنانين. وقال إن هذا القرار كان للحفاظ على كرامتها، مؤكدا أنها لم تسء يوما إلى شركة روتانا أو غيرها.

ويرجح البعض اعتزال إليسا نتيجة خلافاتها المستمرة مع شركة روتانا، خاصة مع إصرار الأخيرة على حقوق الديجيتال، وهو ما يحرم إليسا من أرباح عرض أغانيها على يوتيوب والمنصات الموسيقية.

لكن الرئيس التنفيذي لمؤسسة "روتانا" سالم الهندي نفى وجود أي خلافات مع إليسا في تغريدة تضامن ودعم لها.


انسحاب الأقوياء
ورغم ما يبدو عليه قرار إليسا الاعتزال من ضعف واستسلام للضغوط، فإن المطربة اللبنانية قررت أن تنسحب من المعركة بقوة لتترك المجال لجمهورها وزملائها للتأكيد على قيمتها الفنية، فلم تعد إليسا في حاجة إلى إثبات حجم القوة التي أضافتها لروتانا خلال السنوات الماضية، بل ذهبت للاحتماء بجمهورها، ربما ليبعثوا رسالة مباشرة على أهمية مطربتهم لمن وصفتهم إليسا بالمافيا.

ضم وسم (هاشتاغ) #كلناـإليسا العديد من تغريدات التضامن مع المطربة اللبنانية من نجوم مثل أحلام ولطيفة وهيفاء وهبي ومايا دياب ومحمد حماقي ووفاء الكيلاني وعمرو أديب.

معاناة أم دعاية؟
وقد أطلق قرار إليسا تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراءه، وبينما اعتبر البعض أنه يأتي في سياق التسويق لألبومها المقبل، رجح آخرون أن تكون معاناتها من الإصابة بمرض سرطان الثدي هي السبب لإعلان نيتها ترك الفن.

ويقول نقيب محترفي الموسيقى والغناء في لبنان فريد أبو سعيد إنه من غير المعروف حتى الساعة ما إذا كان قرار الفنانة إليسا نهائيا، ولفت إلى أنه من الممكن أن تكون مشاكلها مع شركات الإنتاج هي السبب في اتخاذها هذا القرار.

وأوضح أبو سعيد في حديث للجزيرة نت أن عمل معظم شركات الإنتاج انخفض في الآونة الأخيرة بسبب الضائقة المالية، مما أجبر الفنانين على تحمل تكلفة إنتاج أعمالهم من جيبهم الخاص، معتبرا أن ذلك أوقعهم في الكثير من المشكلات وأثّر على إنتاجية عدد منهم.

دور النقابة
وعن إشارة إليسا إلى وجود مافيا في حقل الغناء والموسيقى، اعتبر أبو سعيد أن هناك مافيا في كل المجالات، مشيرا إلى أن إليسا تأذت أكثر من غيرها، لكنه طالبها بالعودة عن قرارها.

وبالنسبة لدور النقابات المهنية في تلك المشكلات، أوضح أبو سعيد أنه بإمكانها التدخل في حال الاعتداء على حقوق أي فنان وحمايته، لكن لا يمكنها ثنيه عن قرار اتخذه مثل الاعتزال.

المصدر : الجزيرة