في موسم أفلام عيد الفطر.. هل انتهى زمن كوميديا محمد سعد؟

الفنان محمد سعد_مواقع التواصل
الفنان محمد سعد (يمين) شكل ظاهرة (مواقع التواصل)

علاء عبد الرازق-القاهرة

لم يكن من المفاجئ أن يتذيل الفنان المصري محمد سعد قائمة الإيرادات في أفلام عيد الفطر هذا الموسم بفيلمه الكوميدي "محمد حسين"، في منافسة أفلام الحركة "كازابلانكا" و"حرب فرعون" و"الممر"، ليعلن عن تخلي الجمهور عن سعد الذي توجوه نجما لشباك التذاكر قبل 17 عاما.

كذلك لم يكن أحد يتوقع أن هذا الشاب الذي ظهر بدور صغير في المسلسل التلفزيوني الشهير "ومن الذي لا يحب فاطمة" (1993) للكاتب أنيس منصور، سيصير النجم الكوميدي الأشهر في السينما المصرية بعد أقل من عقد من الزمان.

ففي صيف 2002 اشتعلت المنافسة بين فيلمين جذبا أنظار الجمهور والنقاد: شريف عرفة يقدم حبكته التي تجمع بين مفهومه عن الانتماء وحب الوطن في فيلمه "مافيا" مقدما مشاهد حركة نفذت بإتقان وقدمت أحمد السقا نجما لأفلام "الأكشن"، في مواجهة الفنان محمد سعد في فيلمه "اللمبي" مقدما النموذج الكوميدي الجديد الذي حقق نجاحا فائقا وهزم شريف عرفة في معركة الإيرادات (13 مليون جنيه لفيلم مافيا في مقابل 27 مليونا لفيلم اللمبي).

واليوم يعيد التاريخ نفسه بنتائج مختلفة تماما، إذ يقدم شريف عرفة من جديد فيلما من أفلام الحركة والوطنية في "الممر" من بطولة أحمد عز وأحمد رزق ومجموعة، في مواجهة أخيرة مع محمد سعد بفيلمه "محمد حسين".

لكن هذه المرة يتذيل سعد قائمة الإيرادات، وينطلق عرفة للمنافسة طوال الصيف مع فيلمي الحركة "كازابلانكا" و"حملة فرعون"، وكأنه مشهد نهاية اللمبي ومعه موجة السينما الكوميدية التي بدأت قبل عقدين.

بداية الموجة: إسماعيلية رايح جاي
في أغسطس/آب 1997، أطلقت دور العرض المصرية فيلم "إسماعيلية رايح جاي"، في مغامرة إنتاجية كوميدية راهن منتجها على المطرب الناجح محمد فؤاد ومجموعة من الوجوه الشبابية، مثل خالد النبوي ومحمد هنيدي وحنان ترك، ولم يكن يتوقع صناع الفيلم أنفسهم -كريم ضياء الدين مخرجا وأحمد البيه مؤلفا- أن يقلب عملهم الفني الأوضاع في السينما المصرية لعقدين من الزمان بعدها.

حقق الفيلم إيرادات قياسية حينها (بلغت 15 مليون جنيه)، وانتشرت أغنيته الشهيرة "كامننا" بين الشباب في مصر، ليعلن ميلاد جيل جديد من الفنانين ينافسون كبار نجوم السينما المصرية مثل عادل إمام وأحمد زكي ونادية الجندي ونبيلة عبيد، ويحقق إنجازا جديدا قاده النجم الجديد محمد هنيدي في بطولة مطلقة في "صعيدي في الجامعة الأمريكية" (1998)، ليواصل تحطيم الإيرادات القياسية، ثم في فيلمه "همام في أمستردام".

الناظر: أول ظهور للمبي
التقط طرف الخيط المخرج شريف عرفة، فتوقف مشروعه مع عادل إمام ووحيد حامد الذي أنتج مجموعة من أهم أفلام حقبة التسعينيات (المنسي، الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، طيور الظلام، النوم في العسل)، ليبدأ مشروعه الكوميدي مقدما الفنان علاء ولي الدين بطلا في "عبود على الحدود" 1999، ثم رائعته الكوميدية "الناظر" عام 2000، وجواره ظهر أحمد حلمي ومحمد سعد في أدوار صغيرة، وحينها قدم سعد شخصية اللمبي لأول مرة في دور هامشي لكنه جذب الأنظار.

وخاض حلمي وسعد بطولة مشتركة في فيلم "55 إسعاف" عام 2001، قبل أن ينطلق كل منهما في مشواره السريع نحو قمة الإيرادات، ليقدم سعد فيلمه "اللمبي" عام 2002، محققا إيرادات قياسية وصلت إلى 30 مليون جنيه، في ظاهرة أثارت غضب النقاد رغم الجماهير الحاشدة التي كانت تتسابق للفوز بتذكرة الفيلم.

undefined

مثلت شخصية اللمبي ظاهرة تستحق الدراسة، الشاب غير المتزن الذي يتحدث بأسلوب غريب ويلقي طرفا (إفيهات) سخيفة طوال الوقت، وانتقلت الشخصية من فيلم لآخر محققة نجاحا تلو الآخر، من اللمبي إلى "اللي بالي بالك" ثم تغير الاسم وإن ظل الأداء مشابها في "عوكل" و"كتكوت".

استنساخ اللمبي
ومع الوقت بدأ الجمهور يمل أداء سعد الذي لا يشهد تغيرا من فيلم لآخر، فبدأت الإيرادات تتراجع، ومع ذلك استمر سعد في تكرار نفسه مرارا وتكرارا في أفلام "كركر" و"بوشكاش" ثم العودة لشخصية اللمبي "اللمبي 8 جيجا"، وكأنه يستنزف كل المحاولات لإبقاء شبح نجاحه السابق، ولكنها محاولات انتهت هذا الموسم بتذيله قائمة إيرادات أفلام عيد الفطر، لتنتهي أسطورة اللمبي وما يشبهه سواء عوكل أو بوشكاش أو محمد حسين، أو الأصح صاحبها محمد سعد.

المصدر : الجزيرة