فانتازيا "بشائر طيبة".. حينما تتفوق الدراما على الرواية الأصلية

مسلسل "بشائر طيبة"
منح الجمهور مسلسل "بشائر طيبة" تقييما بلغ 91% (مواقع التواصل)

ياسمين عادل

لم تمر سوى أيام قليلة على عرض المسلسل الدرامي "بشائر طيبة" (Good Omens) الذي أسفر عنه التعاون الجديد بين أستوديوهات "أمازون" و"بي بي سي"، إلا وتصدرت أخباره المواقع الفنية العالمية ونجح في تحقيق معدلات مشاهدة مرتفعة وتقييمات جماهيرية إيجابية.

حتى إن الجمهور منحه تقييم 91% على موقع "الطماطم الفاسدة" (Rotten tomatoes)، فيما حصد 8.6 درجات وفقا للموقع الفني "آي إم دي بي" (IMDb)، بسبب طبيعة حبكته المثيرة للاهتمام، بالإضافة للأسماء الضخمة التي يزخر بها. الأمر الذي جعله أحد أكثر الأعمال الدرامية المنتظرة هذا العام، وهو ما يفسر شغله للاهتمام على منصات التواصل الاجتماعي سواء في العالم الغربي أو العربي رغم غرابة فكرته.

نهاية العالم على الأبواب

إذ تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا مع مزيج من الدراما والكوميديا. تبدأ القصة في 2018 قبل نهاية العالم بأسبوع وفقا لإحدى النبوءات، مما يضطر ملاكا وشيطانا للتعاون معا رغم ما يتبادلانه من كراهية لإنقاذ الأرض.

تتضمن القصة العديد من الشخصيات، من ضمنها: ساحرة قاتلة، وكاتب تنبأ بكل تلك الأحداث الفوضوية بشكل مسبق، والكثير من الشخصيات المثيرة للفضول، والأهم كونها غير متوقعة على الإطلاق.

يذكر أن مسلسل "بشائر طيبة" هو عمل درامي قصير، عرضت الحلقات الست التي تكون موسمه لأول بالكامل على قناة "أمازون فيديو" في 31 مايو/أيار، ومن المتوقع عرضه أسبوعيا في ما بعد على قناة "بي بي سي 2".

وهو إنتاج بريطاني أميركي مشترك، مقتبس عن رواية قديمة صدرت في التسعينيات تحمل الاسم نفسه، ألفها كل من الراحل السير تيري براتشت والكاتب نيل غيمان الذي كتب بنفسه سيناريو المسلسل وحواره.

أخرج العمل للتلفزيون دوغلاس ماك كينون، فيما أسندت البطولة لأسماء لها باع طويل ليس بعالم الدراما فحسب بل بالسينما كذلك، مما ضاعف من عدد الجماهير التي انتظرت العمل. على رأس هؤلاء النجوم جاء: ديفيد تينانت، ومايكل شين، وبيندكت كامبرباتش، ووفرانسيس ماكدورماند التي لعبت دور الراوي.



بداية العصر الذهبي للمسلسلات الخيالية

وصرح مؤلف العمل نيل غيمان في حوار أجراه مع صحيفة "بيزنس إنسايدر"، أنه لطالما كان يحاول تحويل روايته إلى عمل فني منذ زمن، لكنه لم يجد من يتحمس لمشروعه إلا مؤخرا. وذلك بعد انفتاح الأبواب على مصراعيها أمام صناع هذا النوع من الدراما، خاصة بعد النجاح الجماهيري الضخم الذي حققته أعمال مثل "صراع العروش" و"أشياء غريبة".

الأمر الذي نتج عنه تشجع جهات مثل نتفليكس، وأمازون، وديزني، وإتش بي أو؛ على ضخ أموالهم واستثمارها في مسلسلات على نفس الشاكلة، وهو ما يترتب عليه بدوره بداية عصر ذهبي للمسلسلات الخيالية.

 



هل ستكتفي أمازون بهذا النجاح أم تسعى للمزيد؟
مع أن أصداء المسلسل وتقييماته تبدو مبشرة، وطبيعة الحبكة نفسها غير محدودة، مما يعني إمكانية تغطيتها للكثير من القصص التي لن يكون غريبا أن تأتي تحت مظلة الصراع بين الجنة والجحيم، فإنه ما زال من المبكر جدا معرفة مصير العمل، وما إذا كان سيكتفي صناعه بموسمه الوحيد أم سيستثمرون نجاحه.

خاصة مع تصريحات غيمان التي نشرتها مجلة "راديو تايمز" بأنه ليست لديه أي خطط حالية لتقديم المزيد من الحلقات. وإن كانت نهاية الموسم الحالي تشير إلى احتمالية حدوث المزيد في المستقبل، فهل تكتفي أمازون بهذا النجاح، أم تسعى للمزيد؟

المصدر : الجزيرة